– فنانو التصوير الضوئي في سورية : 1920-1980م ..- بواسطة : سعد بشير فنصة .. • الفنان د. صباح قباني مواليد دمشق 1928 نعم… هو ذاته الشقيق الأصغر لشاعرنا الكبير الراحل نزار قباني وهو أيضاً الدبلوماسي العريق ومؤسس التلفزيون السوري قبل خمسون عاماً، الفنان الذائع الصيت وصاحب الحاسة العميقة بالتذوق الفني، وأحد أهم مؤسسي نادي فن التصوير الضوئي قبل ثلاثين عاماً، وكما عالج نزار عوالم المرأة بشعره كما السياسة، كان د.صباح قباني يعالج بفنيته الراقية العوالم الغامضة للمرأة ويلتقط رموزها بصوره في معارضه التي أقامها قبل عقود ليست ببعيدة، وكان منظراً مذواقاً لفن التصوير برؤيته الجمالية وعشقه الدائم للحديث عبره، لقد تفوق هذا الفنان المبدع في لوحته المميزة ” وعاء الحليب” عندما صور القباب الطينية في لحظة ضوئية نادرة ترتفع فيها قبتين من ريفنا السوري كنهدين مرتفعين إلى السماء وتمر عبرهما ريفيتان بردائهما التقليدي وهما تحملان جرار الحليب، لقد تحول عالم المرأة في عين هذا الفنان إلى ملحمة تاريخية وثقتها وهي آلهة أرضية وأم منجبة وراعية أغنام وسيدة مجتمع وملكة ووطن،فكانت تجربته في معرض “نشيد الوطن” – قدمه شقيقه الشاعر نزار قباني وعلق على اللوحات بشاعريته المعهودة- تحمل أكثر من رسالة شعرية باللون والموضوع والتي استثمر فيهما اللون تماما بإحساس المصور الزيتي الرسام. ورافقته كاميرته “الهزلبلاد” السويدية الصنع بعدستها الألمانية من طراز “كارل زايس” الأرقى بين سلسلة آلات التصوير، لتمتد بعينه المرهفة ومقولته الفلسفية عبر صور واقعية لا تزال راسخة في أذهان الكثيرين، ومنها على الأخص ما حققه من صور وجهية (بورتريهات) كانت المرأة فيها تطلق في عدسته إشعاعاً سحرياً وإدراكا واسعاً بعلم وفن ” الفوتوجونيك” التعبير الوجهي المعمق والعميق ونقل الإحساس بذلك إلى عين المشاهد.