ان التصوير الفوتوغرافي حاله حال باقي الفنون البصرية الاخرى تحول من مرحلة المشهدية الواقعية المنقولة حرفيا من البيئة والواقع الى ما هو اعمق فكريا وفلسفياً وفنيا . ولقد كان للتطورات المتسارعة في التقنية دور كبير بذلك ,
ليس لانها آلية العمل فقط . بل لانها سببا في تغيير الشكل العام من خلال التقدم الحاصل على كافة الأصعدة بما حقق للمصور مشاهدات مختلفة وأفكار مغايرة . وهي حاله ايجابية خدمت المصور عموما والمصور الشاب بشكل خاص . ذلك لانه اكثر مواكبة مع هذه المتغيرات واكثر ادراكا لها وان النضوج الفكري لديه تحقق من خلال التجارب بعد المشاهدات والاستفادة من الاخرين بفضل التواصل مع العديد من المواقع العالمية التي تنقل لنا اخر اعمال الفنانين الفوتوغرافين الكبار . وان الابداع هو عملية خلق وتجديد . وهذا لا يأتي من فراغ . بل من بحث وتجريب متواصل . والصورة الفوتوغرافية اصبحت صناعة وتهيئة واخراج وبناء للمشهد مع توليف الفكرة بشكل متوافق ومتجانس . وليست التقاط واستيقاف اللحظة فقط . يؤسفني كثيرا أن أقرأ للبعض انتقاص من بعض اعمال الشباب الذين يمتلكون افكار ورؤى متجددة ويبحثون عن اسلوب جديد يرضي طموحهم ويؤسس لشخصيتهم الفنية . ان الفنان الحقيقي هو الذي يبحث دائما في كل ماهو جديد ويطرح افكاره بجرأة . واتمنى ممن لا يمتلك المنجز الفني او القدرة على ان يقدم عملا فنيا فيه مقومات العمل الناجح ولمن ليس لديه روح للتجدد والتطور التحديث ان يتأمل ويستمع ويستفيد من الاعمال والرؤى المغايرة ليعتاد على مشاهدتها ويستوعب افكارها قبل ان يحكم عليها بالفشل .
البعض مازال متقولب على نفسه ولم يستوعب فكرة مفادها . أن الفوتوغراف لم يعد يقتصر على المفهوم التقليدي الذي يعتمد على رؤية جامدة للاشكال وانه عملية استيقاف الزمن وتوثيق لحالة ما فيه واعادة استحضارها في المستقبل على الورق او على شاشة الحاسوب .