مشاركة: Jehad Hasan
التعليم من اجل التربية و السلام
د. مهند الشاوي
فنان وكاتب
للتعليم أهمية قصوى في حياة الشعوب، إذ تضطلع المؤسسات التربوية بالدور القيادي للنهوض بالفرد في المجتمع، ولحساسية التعليم ورقي مهمته الانسانية والاخلاقية دعونا اليوم ان ننادي بان يكون هذا العام هو (التعليم من اجل التربية والسلام)، وأحب هنا ان نتحاور ببعض الرؤى البسيطة التي أرى أنها تساهم في تفعيل التعليم من اجل التربية والسلام.
ان تحقيق التربية والسلام ليس أمرا تنظيريا ، بل هو عملية تراكم سلوكي وبنيوي ومعتقدي يتحقق ما بين الفرد والمدرسة والمجتمع والقوانين وباقي المجتمعات التي نتعاون معها، ولهذا فان تفعيل المناهج التربوية العلمية في رياض الأطفال والتعليم الابتدائي خاصة، قد أصبح واجب وطني وإنساني وأخلاقي يتوجب على القائمين عليه العمل به وتفعيله، ويتحقق هذا بتنشيط المفردات السلوكية التسامحية كي يتربى عليها الطفل المتعلم فتكون جزء مهم من شخصيته المستقبلية.
ان تعليم الطفل على استخدام مفردات: أنا مواطن، أنا أحب بلدي، هنا ولدت، هذه ارضي، أحب جاري، أنا اعمل، أنا أساعد، أنا ابني، أنا أخوك، أنت أخي، لنعمل معا، أنا متفوق، أنا الّعب، أنا منظم، فضلا عن مفردات توجيهيه تربوية بحتة مثل، من فضلك، تسمح لي، أرجوك، إذا ممكن، تفضل، سامحتك، وغيرها الكثير وبطريقة تعليمية ستساهم كثيرا في البناء الشخصي السلوكي وستنتج فردا متسامحا في تركيبته، فضلا عن توجيهه بطريقة تربوية للابتعاد عن كل ما يؤذي النفس والغير وذلك بالابتعاد عن الألعاب المؤذية، تلك التي يكون فيها أصوات عالية (المفرقعات)، والتأكيد بطرق مدروسة على حب التعلم والقراءة منذ الصغر وفق برامج توجيهية، و أهمية المحافظة على أثاث المدرسة والحدائق العامة كونه لا يدرك مفردات الملك العام وغيرها في هذا السن الصغير.
كذلك نحتاج إلى توضيح أهمية معرفة حقوق الطفل في التعليم وحق ان تكون له أسرة وحق اللعب وحق الصحة وغيرها ، وعكس الفعل التعليمي إلى سلوكي في دروس الرسم الصفي .
نحتاج أيضا إلى تأكيد الانتماء الديني العام ضمن المناهج التربوية والابتعاد عن التخصيص المذهبي وفروعه داخل المؤسسات التربوية وترك التفاصيل في طريقة الصلاة وغيرها من المعتقدات الخاصة جدا للعائلة ولا دخل للمدرسة بها أو بتعليمها، لان المتعلم سينشأ بطريقة قد تتعارض من الانتماء الفكري أو الفلسفي لعائلته مع تأكيد ان لا فرق بين تلك الانتماءات في بناء المجتمع، أي ان الفلسفة العامة لا تتدخل بالشأن التفصيلي للفرد.
كذلك نحتاج إلى تفعيل الأنشطة اللاصفية وتفعيل الرياضة لبناء الفرد جسمانيا وتنشيط المسرح المدرسي واختيار أعمال ونصوص فكرية مبسطة تنسجم وتعاليم التسامح الديني والمجتمعي فيما بين الأفراد، والتأكيد على ان لا فرق بين الإنسان وأخيه الإنسان إلا فيما يقدمه لبلده وأسرته، وان الإنسان يلتقي مع الإنسان الآخر بالخلق وقد يختلف عنه بالفكر وهذا لا يشكل أي عائق تربوي أو فلسفي ، فضلا عن تأكيد الهوية الوطنية بتنوعاتها الثقافية واحترامها باعتبارها عامل قوة وتوحد للمجتمع وتوظيف برامج تحفيز حب التراث باعتباره هويتنا الوطنية والثقافية بشكل ممنهج من خلال الحرف والصناعات الشعبية وتعليمها وإقامة المعارض الخاصة بها، فضلا عن تنشئتهم على دراسة ومعرفة الأمثال الشعبية والقصص والأساطير البطولية وأهميتها وشرح واقعها .
الجميع مدعوون اليوم لتوحيد المجتمع بالانتماء وليعمل كل إنسان بفكره ومعتقده وكما يراه دون المس بالآخرين أو إيذائهم وإرغامهم على تبني أفكار محددة، من اجل وضع أسس صحيحة وحقيقية في السلم المجتمعي تساهم في البناء….. شكرا لكم.