الروائية والتشكيلية والشاعرة التونسية: سماح بني داود
– مشاركة: Jehad Hasan – مدير مكتب مجلة فن التصوير / ألمانيا
من التقديم :
قبل…منتحرة
ينبثق استهلال النص من نهاية مؤجلة تدفع بحيرة السؤال،وبواعث الترقب فتتشكل ديناميكية تواتر بين مد وجزر يشغلان مسافة فارقة بين ذاكرة متعبة يتربص بها النسيان، ومخيلة تتشبث بصور باهتة راحت تلملمها مخافة انفلاتها بين مسامات الوجع ،لتضعنا الروائية سماح وجها لوجه مع فورة فضول ملح مشحون بقلق لافت ، ورغبة تؤجج نار الاندفاع فهي توحي لنا من الوهلة الاولى، بأن الوقائع على حافة التاكل والاضمحلال ،وفعل الكتابة بات عصي المنال ويعلن التمرد ممتنعا على الاستجابة “يراوده قلمه المنكوس الاخرس الذي فقد قدرته على الكاتبة منذ أعوام ،دفن وطنه بين المقابر المنسية ما من شيء بين أنامله غير كومة من الأوراق ”
تتماثل التهيئة بشحن عاصف يخدم غايته بلا استئذان ، لتمهد الطريق نحو مسار من الحكي يدرك قمة شاهقة ليطل على سهول منبسطة تتكشف على أفق لا ترى نهايته ” .
………………………………..
ﺗﺤﻴﻠﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ
ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ،ﻣﺒﺮﺯﺓ ﺻﻮﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ
ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﺤﺔ
ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻞ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻟﺘﻘﺪﻡ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ
ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺒﻌﺔ ﺑﻘﻴﻢ ﺍﻻﺻﺎﻟﺔ
ﻭﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎء، ﺭﺍﻓﻀﺔ ﻛﻞ
ﻣﻐﺮﻳﺎﺕ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﺡ ﻳﺴﻮﻗﻬﺎ
ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻧﺴﻠﺨﻮﺍ ﻋﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ ﻭﺍﺭﺗﻤﻮﺍ
ﻓﻲ ﺍﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﺘﺼﺒﻴﻦ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺍﻧﺘﻬﺠﻮﺍ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻓﺮﻕ ﺗﺴﺪ ، ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ
ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﻭﺍﺣﺪ
ﻭﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﺩ ، ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻼﻗﺔ،
ﺣﺐ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺭﺍﻗﻴﺔ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﻜﻞ
، ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﺠﻴﺎﺷﺔ
ﻓﺄﻋﻄﺖ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﻴﻦ .
مصطفى بوغازي