نقول أمام ذلك :بأننا بحاجة اليوم إلى مقاربة أكثر شمولية من أجل إدراك أفضل آخذبن بعين الإعتبار الإكتشافات الأثرية التي تمت ف موقع رأس ابن هاني الذي أكتشف عام /1975/م..وبدأًً التنقيب فيه برئاسة بعثة سورية فرنسية مشتركة حيث كشفت لنا هذه التنقيبات والدراسات عن تأسيس ملك أوغاريت وأعتقد جازماً بأنه الملك عمشتمرو الثاني لتجمع عمراني في القرن الثالث قبل الميلاد ..وهو نوع من المدينة الملكية الارستقراطية اضافة إلى أنه تم الكشف عن العديد من المباني منها إثنان لهما خصائص القصور الملكية ..القصر الجنوبي ربما كان قصر الملك والقصر الشمالي الذي كان مسكناً للملكة الأوغاريتية ذائعة الصيت “آحات ملكو”أم الملك عميشتمرو الثاني..
اضافة الى العديد من الورشات التي كانت مخصصة لصناعة الخزر من العقيق وقطع العاج لتزيين المفروشات وقوالب لسبك النحاس ..هذه المكتشفات قدمت معلومات ممتازة عن الحرف المرتبطة بسلطة القصر الملكي..
لايمكننا اليوم سوى تقديم الفرضيات عن الداوعي والأسباب التي أدت إلى إنشاء هذه القصور والمراكز الادارية والصناعبة في موقع رأس ابن هاني حبث تعددت الأراء والاحتمالات والتفسيرات حول ذلك من قبل علماء البعثة الأثرية المنقبة ..حيث رأى عالم الآثار السوري المرحوم الدكتور عدنان البني الذي كان مدبراً للتنقيب الأثري والدراسات مدير البعثة الأثرية عن الجانب السوري وعالم الآثار الفرنسي الدكتور جاك لاغارس مدبر الجانب الفرنسي للبعثة ..إن هذا الصرح كان مركزاً لمراقبة التجارة البحرية ومقراًً صيفياً ملكياً ..أو أنه كان يقصد من ورائه تجديد هيبة ملك أوغاريت في عيون جيرانه ..بينما رأى الدكتور أوليفيه كالو عضو بعثة التقيب ان تشييد قصر رأس ابن هاني ربما يكون نتتيجة لزلزال مدمر أصاب أوغاريت العاصمة بحدود عام /1250/قبل الميلاد ..الأمر الذي استدعى سريعاً بناء ملكي مؤقت ريثما تنتهي أعمال الترميم في قصر أوغاريت ..
إن البحث العلمي الجاري حالياً يهدف إلى الوصول الى معرفة أفضل بقصر أوغاريت الذي سيسمح فيما بعد بمقابلة المعطيات التي تم الحصول عليها مع المعطيات الأخرى التي قدمتها أبنية القصور في سورية خاصة في الآلاخ وماري وإيمار وتل براك إضافة إلى معطيات بعض المواقع السورية في منطقة الفرات الأوسط وذلك لإعطاء الدراسة بعداً إقليمياً .
عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..