جبل قاسيون
قاسيون هو جبل يطل على مدينة دمشق عاصمة سوريا، يعتبر جبل قاسيون امتدادا جغرافيا للسلاسل الجبال السورية الغربية.
امتد النشاط العمراني لمدينة دمشق أقدم مدينة وعاصمة مأهولة في التاريخ خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ليشمل سفح جبل قاسيون. حيث تقع بعض أحياء دمشق مثل حي المهاجرين، حي ركن الدين، حي أبورمانة والشيخ محي الدين وغيرها متدرجة على سفوج الجبل وتطل على باقي ارجاء المدينة من جميع الجهات.
ترتفع قمة جبل قاسيون أكثر من 1150 مترا عن سطح البحر. توجد على قمة الجبل محطة لتقوية البث الأذاعي والتلفزيوني. يعتبر جبل قاسيون أحد أماكن التنزه والترفيه المحيطة بمدينة دمشق بإطلالته الجميلة. كما يمكن مشاهدة مدينة دمشق بالكامل من على سفح جبل قاسيون.
يقع على سفح الجبل من الجهة الجنوبية الغربية نصب الجندي المجهول في مكان مميز، تنتشر المتنزهات والمطاعم والمقاهي والاطلالات الجميلة التي تشرف على مدينة دمشق وعلى منطقة دمر وغيرها.
جاء في “رحلة ابن بطوطة” لابن بطوطة حول جبل قاسيون قوله:
” وقاسيون: جبل في شمال دمشق، والصالحية في سفحه وهو شهير البركة، لأنه مصعد الأنبياء عليهم السلام. ومن مشاهده الكريمة الغار الذي ولد فيه إبراهيم عليه السلام وهو غار مستطيل ضيق، عليه مسجد كبير، وله صومعة عالية، ومن ذلك الغار رأى الكوكب والقمر والشمس حسبما ورد في الكتاب العزيز وفي ظهر الغار مقامه الذي كان يخرج إليه. وقد رأيت ببلاد العراق قرية تعرف ببرص ” بضم الباء الموحدة وآخرها صاد مهمل “، ما بين الحلة وبغداد يقال: إن مولد إبراهيم عليه السلام كان بها وهي بمقربة من بلد ذي الكفل عليه السلام، وبها قبره. ومن مشاهده بالغرب منه، مغارة الدم، وفوقها بالجبل دم هابيل بن آدم عليه السلام، وقد أبقى الله منه في الحجارة أثراً محمراً وهو الموضع الذي قتله أخوه به، واجتره إلى المغارة. ويذكر أن تلك المغارة صلى فيها إبراهيم وموسى وعيسى وأيوب ولوط صلى الله عليهم أجمعين وعليها مسجد متقن البناء يصعد إليه على درج وفيه بيوت ومرافق للسكنى ويفتح في كل يوم اثنين وخميس والشمع والسرج توقد في المغارة ومنها كهف بأعلى الجبل ينسب لآدم عليه السلام وعليه بناء وأسفل منه مغارة تعرف بمغارة الجوع يذكر أنه أوى إليها سبعون من الأنبياء عليهم السلام، وكان عندهم رغيف فلم يزل يدور عليهم، وكل منهم يؤثر صاحبه به، حتى ماتوا جميعاً صلى الله عليهم، وعلى هذه المغارة مسجد مبني والسرج توقد فيه ليلاً ونهاراً ولكل مسجد من هذه المساجد أوقاف كثيرة معينة ويذكر أن فيما بين باب الفراديس وجامع قاسيون مدفن سبعمائة نبي، وبعضهم يقول سبعين ألفاً، وخارج المدينة المقبرة العتيقة، وهي مدفن الأنبياء والصالحين وفي طرفها مما يلي البساتين أرض منخفضة غلب عليها الماء يقال: إنها مدفن سبعين نبياً وقد عادت قراراً للماء ونزهت من أن يدفن فيها أحد” .