شرية ،،،
في يوم الحصاد ، عندما تتكدس شوالات الحنطة أمام البيت ، ويقوم صاحب الرزق بتفقدها ورعايتها ، وتخييط أفواهها ، وتستيفها بجانب بعضها بعناية فائقة ( صاحب الرزق تعبان ) ، وينتظر أن يبيعها للتاجر ، بعد أن يترك مونة البذار ، ومونة الطحين ، حيث يحفظها في نول بيته ، الخشبي او الطيني ،
يمر به ابن السبيل ، والمحتاج ، وطالب الحسنة ، وأحفاده من الصغار ، وأولاد جيرانه من الفقراء ، وهو يعلم أن : (في أموالكم حق معلوم ، للسائل والمحروم ) فيفتح أحدها ويغرف في صواع ،،أو في كفيه إلى أحراجهم ، مرات ومرات ، كل حسب مكانته ، حتى يرضي جميع من حوله ، وهو يردد : ( وآتوا حقه يوم حصاده ،،) ،،،،
فبوركت تلك الأيدي التي كانت تغرف عطاءا ، وحبا ، وتقديرا ، ومودة ، وبوركت تلك الهبات التي كانت تزرع المودة والوئام بين الناس ، وتترك البسمات مزروعة على شفاه المحتاجين والأطفال ،،،،،ورحم الله تلك الأيدي التي كانت تربط حبال الوداد بين قلوب الناس ،،،،
مصطفى رعدون ( 2019-4-21) – –