(الحب) لفظة قليل حروفها عظيمة في مدلولها وتأثيرها … بقلم الفنان التشكيلي احمد إلياس .. دمشق
- Journal Alalhuria – Freedom Fourm
- مارس 29, 2019
لقد ميز وفضل الخالق جل جلاله الإنسان على جميع مخلوقاته بأن خلق له عقل وإرادة ليتحكم بعواطفه ونزواته ويسخرها للخير والنفع العام لجميع المخلوقات وفي المقدمة بني جنسه من البشر قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )
* بالحب يمكن للإنسان التعرف على نعم الله عليه بمحبة وكرم وإحسان ويرضخ للحقيقة الأزلية والعبودية الخالصة لهذا الخالق العظيم الوهاب فيبادله الحب حبا وخضوعا وانكسارا على جميل إحسانه ونعمه ويحسن إلى كل مخلوقاته قال تعالى ( وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغي الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) .
* بالمحبة يدرك الإنسان قيمة والديه وفضلهم عليه وتضحياتهم الكبيرة من أجله فيقدر معروفهم وفضلهم ويؤدي ما ينبغي عليه من طاعة وحقوق تجاههم بكل محبة ورحمة .
*بالمحبة يحسن الأخ لأخته وأخيه وزوجته وبنيه ، وجميع أرحامه وزويه ،
وعشيرته التي تحتضنه وتؤويه.
* بالمحبة يحسن إلى جيرانه وأفراد مجتمعه على اختلاف أطيافهم ومشاربهم وعقائدهم وانتماءاتهم ويعاملهم بالإحسان والإيثار والرحمة كما يحب أن يعاملوه، وبذلك يكون المجتمع معافى من أمراض القلوب الفاسدة كالحقد والحسد والأنانية والجشع والاستغلال والظلم وغيرها من هذه الأمراض التي تفتك بالمجتمعات وتدمر عرى المحبة والإلفة فيما بينها .
*بالمحبة تدعو حتى أعداءك وتستقطب قلوبهم لأنك أنت المبادر بمد يدك البيضاء الطاهرة إليهم والإنسان بطبعه يحب اللين والتعاطف والمعاملة الأخلاقية الحسنة ويرفض والتعالي والتسلط والعبودية .
قال الله تعالى معلما لنا الأسلوب الناجع في الدعوة للغير ( وأدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) وقال واصفا نبيه ورسالته ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) يعني رسالة محبة ورحمة لكل بني البشر ، وقال آمرا نبيه موسى وهارون ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) ويقصد ربنا جل جلاله دعوة فرعون المتكبر المتجبر بالمحبة واللين لعله يرجع إلى صوابه ويحكم عقلة ويرضخ للحق والحقيقة …
وبذلك نخلص إلى الحقيقة التي لا ريب فيها أن الدعوة بالحب والمحبة هو الترياق الشافي من كل العلل التي أصابت المجتمعات الإنسانية التي حكمت نزواتها وعواطفها المتطرفة في تصرفاتها وأفعالها ولم تترك متسعا للمحبة والإرادة الخيرة .
فنجد المجتمعات البشرية رغم كل هذا التقدم الحضاري والتقني تعيش في شقاء روحي وأمراض جسدية ونفسية لا حصر لها ولا يمكن الشفاء منها إلا بتصفية النفوس وتنقية الأرواح والدعوة بالمحبة والخير والسلام .
والمسؤولية تقع على الجميع فعلى كل إنسان أن يتبنى هذا المبدأ ويبدأ بنفسة وأبنائه وأهل بيته ليكون الأسوة والقدوة الحسنة لمن حوله وتسود المحبة والسلام في المجتمعات قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )