الشاعرة المغتربة الدكتورة سارة سامي في ضيافة رابطة مصطفى جمال الدين الأدبية ..
وكالة المرسى نيوز
ـــــــــــــــــــــــ ناظم ع . المناصير
ـــــــــــــــــ لستُ أبالغ فيما إذا قلتُ أنها كانت ليلة جميلة بكل معني الكلمة الراقية والموسيقى
الرائعة في عذوبة متناهية .. فلأول مرة نلتقي معها في الكلمة المعبرة والحرف الندي المتجذر
بأرض البصرة وتراب العراق الأبي ..
ـــ الشاعر محمد مصطفى جمال الدين ، أرتقى منصة المحبة والجمال ورحب بالضيوف الكرام
وبالضيفة الشاعرة سارة سامي ومن ثم أستمعنا إلى قصيدة ــ الغدير ــ للشاعر الكبير مصطفى
جمال الدين ..
ـــ الشاعرة سهاد عبدالرزاق ومن موقع أهتمامها بالشعر والشعراء والمثقفين ، رحبت بالحضور وقالت : أرحبُ بكم جميعاً دون ألقاب ، لأننا حين نكون في رابطة مصطفى جمال الدين الأدبية ، نشعر بأننا في بيت واحد وأسرة واحدة ، فلا ألقاب سوى لقب المحبة والجمال ..
ــ ضيفتنا الدكتورة سارة سامي : بكالوريوس طب عام في جامعة كوبنهاكن ــ الدنمارك
وطالبة ماجستير حالياً ..عملت بالصحافة والأعلام منذ سنة 2017 … عضو مؤسس لمنتدى السياب الثقافي ـــ أسست مجلة ربيع القوافي الألكترونية ..ومديرة مجلة أضواء الثقافية ..
شاركت في العديد من المهرجانات خارج العراق ، وحاصلة على العديد من الشهادات
التقديرية … كانت تعتقد أنّ العراق وطن لا يشيخ على أرض الواقع لا فوق شطآن الكلمات فحسب ، لكنها حين عادت أخبرت الزعفران أن يغفو هنا ..!!
ــ دعونا نرحب بها ..
ــ الشاعر عبدالحليم التميمي أنشدنا قصيدة بالترحيب بالشاعرة سارة سامي عنوانها ( يا سارة
الأجيال ) ..
البصرة ُ الفيحاءُ مصدر زادي … والأخوة السمحاء لونُ مدادي
أما الغريبُ فثم بونٌ شاســـــعٌ … إنْ مرَ بالأنحاءِ والأســــــــياد
أعطيهِ ما ملك الفؤادُ على يدي… وأجود ُ بالأحداق والأكبـــــاد
أمّا المغرِّبُ بالبلاد لغايــــــــــــــــــة ٍ … إذ عاد للأحبـــــــــاب والأجداد
أعطيه روحي والضلوع َ وما حوتْ … في موقــــــع قد صُفَّ بالأطواد
ــ الشاعرة سهاد عبدالرزاق أجرت معها محاورة عن أغترابها وزيارتها إلى أهلها وأحبابها في
العراق والتعرف عن كثب لحياتها الأدبية والعلمية ، وماذا رأت في عراق اليوم .. فكان
أن تحدثت بشكل مقتضب : رغم المحن الذي مرّ ويمر بالعراق ، جئتُ إليه وأنا في الطائرة
شاهدتُ الأرض قاحلة ، وفي المدينة شاهدتُ نفايات كثيرة ، كما وجدتُ البصرة حزينة بعد
23 سنة من أغترابي عنها ، ورغم ذلك أتواصل مع الأصدقاء خلال التواصل الأجتماعي
… النشاطات من السهولة الأطلاع عليها والتشاور والتحاور فيها ، فكلنا نحمل الهواتف النقالة
… كانت لوالدي مكتبة شاملة فيها الكتب العلمية والأدبية وبجميع الأختصاصات ، مما صار
لدي اهتمام أدبي بالرغم من أني طبيبة ..
ـــ وخلال البهجة في عيون الحاضرين أنشدتنا بعض قصائدها الجميلة ومن ثم بدأت الكلمات
تنضح بالمحبة والجمال :
ـــــــــــــــــــــــــــــ ( طلاسم القلوب )
لا تحتَر بأمري كثيراً
عجزيّ عن الكلمات ليس ترفعاً
بل خوفاً من الأنفجار
كالسيلِ إذا بُحتُ
فأنا أبنِّي السُدود
وأمتهنُ الصدود
عن كلِّ رجلٍ يراودني
وثوبي دائما أبيض
وطاهرٌ
كما ورثته ُ عن أمِّي
****
عجزي عن الكلمات ليس ترفُعاً
لكنني أنثى مجبولة
من طينِ الغموض
ولأنك ــ رغم الضجيج ــ قادرٌ
على أن تسمع رفيف قلبي
وأن تفك َّ طلاسمَ العُيون
حتى وإن أشحتُ بصري عنك !
***
عجزي عن الكلمات ليس ترفُعاً
بل خوفاً عليك من أن تحبني وأهجرك !
فأنا أنثى عنيدة
لا تغريني القصائد
ولا الكلمات
أو عناوين جريدة
فأنا يا كل َّ قلبي
لستُ بليدة
بل أحبك
وأحبك
وأحبك
ولكن كبريائي
يحبُّ نفسه !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( سلام لأمي )
البصرة عشقي .. الجميلة الجميلة ..
سلام لنخلٍ بعشار روحي
أرخى الجديلة
وذكراك وجهٌ برىءٌ طفولي
وملحٌ مسجى بخدٍ خجول
لقد عاد سرّاً
يطوفُ بعشار قلبٍ تلظى
بصمتِ القوافي
وبين أنتشار الشذا في الفيافي ..
يصرخُ حبَّاً ..
سلامٌ لأجمل بناتِ العراق
لقصة ِ حبٍّ
بدمعة شوق وفرحة لقيا بليل الفراق
****
سلامٌ لرحمٍ يدرُّ القوافي
بأرض الخصيب
سلامٌ لليلةِ عرسٍ بقصر رحيب
لأطواق ورد ولحن حزين
لشطٍّ ونخلٍ
وعمرٍ سليب
سلام لأمي البصرة
ــــــــــــــــــ الشاعرة سهاد عبدالرزاق دعت الشاعر صفاء الهاجري ليقول ما في جعبته ، وللحظات أرتقى منصة المحبة والجمال فقال :
هاهي تعود من مدن الضباب والسحاب .. طافحة الحضور .. نقية النثير .. صوتها كالحرير
… تعود لمدينتها ، لذكريات طفولتها بنمنمات الروج على ضفاف البصرة .. عرفتها طبيبة
تحب عملها .. شاعرة تنطق بالإبداع والروائع .. عرفتها فنانة تحمل ريشتها أجمل اللوحات الفنية .. هي التي صممت لي غلاف ديواني التاسع ( خدود السفرجل ) وعرفتها عاشق
لوطنها متمسكة ببيئتها البصراوية ، ورغم هذا التمسك ، نجدها تكتب الشعر باللغتين الدنماركية
والأنكليزية .. أنها موسوعة كاملة :
هامت سماءاتي بجنة شِعْرِها
وتضاعفتْ نجماتنا أضعافا
لما تطاير في الفضاء تجننت ْ
سرب الحمام وصُنّفت أصنافا
قد أعطى شِعرك لليالٍ لونه ُ
حتى هوى بدرُ السماء وخافا
ـــــــــــــــــــــــــــ تم فتح باب المداخلات والمحاورات :فبدأ الأديب ناظم المناصير في تعقيبه على ما جاء بشعرها في الأكثار بكلمة المطر .. فهل كان المطر مصـــــــدراً للفرح والحب
والحياة ؟ بينما القرآن الكريم وصف في آيات كثيره بأنه كالمصائب ، فمثلا هذه الآية تخاطب قوم لوط ( وأمطرنا عليهم مطراً فساءَ مطرُ المنذرين ) آية 58 النمل ..
كما أشترك بالمداخلات سمر توفيق عبدالله والشاعر كاظم الحجاج / ضياء الدين أحمد /
محمد صالح عبدالرضا /سعد عبدالوهاب المناصير / هيثم الشمسي / توفيق عبدالله /جاسم
العبيدي ..
الشاعرة سارة سامي شكرت الحاضرين كما شكرت الشاعر محمد مصطفى جمال الدين ،
وفي الختام قلدها الشاعر كاظم الحجاج بشهادة مصطفى جمال الدين وكما تم تقليدها من قبل
راعيالرابطة بقلادة الإبداع