توفي يانيس بيراكيس، واحد من أهم مصورّي وكالة رويترز الإخبارية، والذي اشتهر بتغطية مناطق الحروب والأزمات، عن عمر ناهز 58 عاماً بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
كان بيراكيس قد حصل على جائزة البوليتزر، أهم جائزة صحفية، عام 2016 لقيادته فريقاً من المصوّرين أثناء تغطية أزمة اللاجئين.
“مهمتي هي أن أروي لكم القصّة، ثم تقررون ما تريدون. مهمتي هي التأكد من عدم وجود شخص يقول لم أكن أعلم” كانت هي الكلمات التي قالها بيراكيس بعد تسلّمُه الجائزة وأثناء مناقشة مجموعة من الصور التي تعكس مأساة اللاجئين في أوروبا.
وصفته رئيسة تحرير الأخبار العامة الأمريكية دينا كونتيني بأنه “واحدٌ من أفضل مصورّي الأخبار في جيله، كان عاطفياً ونشيطاً ومتفانياً في عمله وفي حياته.” ولفتت إلى أن تعاطفه تحديداً هو ما جعل منه مصوّراً صحفياً عظيماً.
ولد بيراكيس في أثينا باليونان عام 1960، واستمرّ في العمل مع رويترز منذ عام1987، وعلى مدى 30 عاماً قام بتغطية الاضطرابات والحروب في أوروبا وروسيا وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
تميزت صوره بالجمالية العالية، التي وصفها سابقاً بقوله “لن أحاول تجميل الأمر، أنا دوماً أقول إن المأساة تخلق صوراً ذات جمالية خاصة. بإمكان أي أحد الضغط على زر الكاميرا والتقاط صورة، لكنني لا ألتقط فقط الحدث كما هو، بل كما يراه قلبي. فالصورة إذا لم تكن قوية وتتناول زاوية مختلفة للمأساة سيتجاوزها الجمهور سريعاً دون الاهتمام برسالتها.”
إليكم مجموعة من أهم الصور التي قام بالتقاطها..
وصف بيراكيس هذه الصورة بأنها تعبير عن “الحب اللا مشروط”؛ حيث يعدّها على المستوى الشخصي واحدة من أفضل الصور التي قام بالتقاطها في حياته، ويظهر فيها أب سوري يحتضن ابنته ويسير باتجاه الحدود اليونانية المقدونية في محاولة لعبورها والوصول إلى ألمانيا عام 2015.
وعلّق عليها بيراكيس حين تسلّم جائزة البوليتزر بقوله “تثبت هذه الصورة أنه لازال هناك أبطال خارقين”.
التُقطت هذه الصورة عام 1998 خلال الحرب في يوغوسلافيا؛ ويظهر فيها رجل يدفن جثة طفل لم يتعدَ العامين، لقي حتفه خلال المعارك.
ووصف بيراكيس هذه الصورة بقوله “التقطتها من موقع مرتفع باستخدام تقنية السرعة البطيئة، وتُظهر جسد الطفل وكأنه يُحلق في الهواء، بدا الأمر وكأن روحه تغادر جسده إلى السماء.”
أما هذه الصورة، فقد التقطها بيراكيس عام 2000 أثناء تغطية الحرب الأهلية في سيراليون، تحديداً بعد تعرُّض قافلته هو وزملائه لكمين في إحدى الغابات هناك، ويظهر فيها وهو يحدّق في السماء بذهول بعد مقتل أقرب أصدقائه في الكمين.
تُظهر الصورة مجموعة من اللاجئين والمهاجرين يحاولون إقناع حرس الحدود في مقدونيا من أجل السماح لهم بالعبور إلى داخل اليونان بعد تعرّضهم لعاصفة وأمطار غزيرة عام 2015.