سرعة الغالق
سرعة الغالق هي مقياس زمن بقاء الغالق مفتوحاً عندما نلتقط الصورة. في الكاميرات اليدوية غالباً ما يعيّر بواسطة قرص في الجهة العلوية للكاميرا وفي بعض الأحيان بواسطة حلقة حول قاعدة العدسة. يدللّ على أولوية سرعة الغالق في الكاميرات الأوتوماتيكية بالرمز Tv والذي يعني إختصاراً “قيمة الوقت Time Value”. سرعات الغالق النموذجية هي 1000/1 ثانية, 500/1 ثانية, 250/1 ثانية, 125/1 ثانية, 60/1 ثانية, 30/1 ثانية, 15/1 ثانية, 8/1 ثانية, 4/1 ثانية, 2/1 ثانية, و 1 ثانية. لاحظ أن سرعات الغالق جرى تعييرها لتكون أسرع مرتين من التي تليها, وأبطأ مرتين من التي تسبقها. على سبيل المثال السرعة 250/1 ثانية أسرع مرتين من القيمة 125/1 ثانية ولكنها أبطأ مرتين من القيمة 500/1 ثانية.
بعض الكاميرات تتضمن سرعة غالق إضافية للتعريض الطويل يرمز لها بالرمز Bulb. عند هذه السرعة يبقى الغالق مفتوحاً طالمابقيت ضاغطاً على زر تحرير الغالق Shutter ReleaseButton. هذا يتيح لك تعريض الفيلم لعدة دقائق من أجل الحصول على لقطات ليلية مثيرة. لاحظ الصورة الى اليمين.
معظم كاميرات العدسة العاكسة الأحادية (SLR) تملك غالق من نوع الشرائح المسطحة. والذي يشترط سرعة تزامن معينة للفلاش. سرعة تزامن الفلاش هي أعلى سرعة مسموح بها عند إستخدام إضاءة الفلاش. غالباً ما تكون مميزة على قرص السرعات بلون خاص أو مرفقة بالرمز X.
تلعب سرعة الغالق دوراً مهماً في تجنب إهتزاز الكاميرا, والذي ينتج عن إزاحة الكاميرا بالنسبة للموضوع لحظة إنعتاق الغالق, مسبباً ضياع التفاصيل الدقيقة للمشهد المصور. تلافي هذه المشكلة يكون بإختيار سرعة غالق تساوي أو أسرع من واحد مقسوم على البعد البؤري للعدسة المستخدمة. على سبيل المثال مع عدسة بطول بؤري 50 ملم نختار سرعة غالق تساوي أو أسرع من 60/1 ثانية, ومع عدسة ذات طول بؤري 300 ملم تكون أبطأ سرعة مناسبة هي 500/1 من الثانية.
هذه الصور توضح تأثير إختيار سرعات غالق مختلفة, وما هي سرعات الغالق المناسبة لبعض اللقطات. الصورة الى اليسار لمجموعة من المتسابقين في إحتفال سنوي لحمل الفطائر. الفكرة تكمن في تهميش (طمس) معالم المنافسين مع الحفاظ على حدة بروز الخلفية. لذا إستخدمت سرعة غالق بطيئة نسبياً 60/1 من الثانية, كافية لتجنب إهتزاز الكاميرا مع عدسة 24 ملم, ولكنها تسمح بطمس معالم المتسابقين ذلك انها لا تسمح بتجميد حركتهم.
صورة “مالك الحزين مسافراً” ألتقطت بعدسة 105 ملم. نظراً لإنخفاض مستوى الإضاءة كانت أفضل سرعة غالق متاحة هي 60/1 من الثانية. وبتعقب حركة الطائر وتثبيته في مركز الإطار, واللحاق به عند تحرير الغالق, تمكنت من الحفاظ على حدة بروز معقولة للرقبة والجسم وفي نفس الوقت طمس الخلفية وأطراف الجناح. هذه التقنية معروفة وتسمى “تطويق الحركة”, تساعد في بعث الإحساس بالحركة والسرعة.
فتحة العدسة
التعريف التقني لفتحة العدسة أو كما يطلق عليه ف-ستوب f-stop هو النسبة بين البعد البؤري للعدسة الى قطر فتحتها. حجم هذه الفتحة, المعروفة بأسم “فتحة العدسة” متغير ويتم التحكم به عن طريق تدوير حلقة في قاعدة العدسة.تتمتع أغلب الكاميرات الأتوماتيكية بنظام أولوية فتحة العدسة, والذي يرمز له إختصاراً Av ” قيمة الفتحة ApertureValue”. القيم النموذجية لفتحات العدسة هي f16, f11, f8, f5.6, f4, f2.8. f2 .
عملياً لا يفترض بنا التفكير طويلاً بالتعريف التقني لفتحة العدسة أو معناها المحدد. كل ما ينبغي معرفته جيداً هو ذلك ال f-numbers الأصغر ( f2 , f2.8 إلخ ), الذي يمثل ألفتحة الأعرض (أي يمكن لكمية ضوء أكبر المرور من خلال العدسة في زمن محدد) وال f-numbers الأعلى ( f11 , f16 , f22 إلخ ), الذي يمثل الفتحة الأضيق (وبالتالي يمر ضوء أقل من خلال العدسة في زمن معين). كل فتحة عدسة تسمح بمرور كمية ضوء أكبر بمرتين من الفتحة التي تليها ذات الرقم الأعلى, ونصف كمية الضوء من الفتحة التي تسبقها ذات الرقم الأصغر (خلال نفس الزمن). على سبيل المثال, فتحة العدسة f8 تسمح بمرور كمية ضوء أكبر بمرتين من فتحة العدسة f11 وأقل بمرتين من فتحة العدسة f5.6.
عمق المجال
يمكن أن نتعلّم مفهوم عمق المجال على أنّه كمية الصورة التي لهاحدّة بروز مقبولة (sharpness). هذا يعنيأنّه على كلا جانبي نقطة التركيز (من الأماموالخلف) هناك مساحات في الصورة تتمتع بتركيز بؤريمقبول. بالتحرك خارج هذه المناطق سواء ناحيةالعدسة أو بعيداً عنها تفقد الصورة تدريجياً حدةالبروز وتصبح الأشياء خارج نطاق التركيزالبؤري. معظم العدسات تملك مقياس لعمق المجال, متوضع على حلقة الضبط البؤري الى جوار حلقة تغييرفتحات العدسة. الصورة المرفقة الى اليسار توضحآلية حساب عمق المجال بالنسبة لفتحة العدسة. فمثلاً, أذا كانت حلقة الضبط البؤري (A) متوضعة علىالمسافة “الى ما لا نهاية ∞” , فأن عمقالمجال (B) المتوفر معفتحة عدسةf5.6يكون مابين1.2م الىمالانهاية. هذا يعني أن جميع الأجسام الواقعة علىمسافة 1.2 م وأكثر عن العدسة ستكون داخل مجالالتركيز البؤري. ومع فتحة عدسةf22تكونجميع الأجسام الواقعة على مسافة 45 سم وأكثر ضمنمجال التركيز (أي واضحة ومحددة وتتمتع بتركيز بؤريمقبول).
درجة التكبير Magnification وفتحة العدسة Aperture يتحكمان كلياًبمقدار عمق المجال. في العادة تكون درجة التكبير للمشهدثابتة, من هنا يجري التحكم بعمق المجال بواسطةفتحة العدسة فقط. فتحات العدسة الواسعة مثل (f2, f2.8) تعطي عمق مجالأقل (ضحل), في حين تمنح فتحات العدسة الضيقة مثل (f16, f22) عمق مجال كبيرجداً (واسع).
التحكم بعمق المجال ضروري جداً حين نفكّربعزل جزء من المشهد عمّا حوله, أو نخطط لتوجيهإنتباه الناظر الى نقطة محددة. أنظر الى الصورةالمرفقة (يسار). كان المطلوب تصوير هذه القريةالجميلة وابراز الحديقة في الجزء الامامي منالمشهد, الحديقة تقع على مسافة أقدام قليقة منالكاميرا, بينما تمتد القرية الى اللامنتهى. الحفاظ على عمق المجال الواسع جداً مع عدسة 50ميليمتر فرض على المصور إختيار أضيق فتحة عدسةمتاحة. إختيار التركيز البؤري بعناية بمساعدةمدرّج عمق المجال, والذي غالباً ما يتوفر علىالعدسة بجانب مدرّج التركيز البؤري, أظهر أنعمق المجال المطلوب يمكن الوصول اليه مع فتحة عدسة f22.
في كثير من الأحيان, خاصة مع صور البورتريه, يكون من الأنسب طمس الخلفية من أجل توجيه الانتباه نحو موضوع الصورة. في مثل هذه الحالات ينبغي إختيار عمق مجال ضحل. لاحظ الصورة الى اليمين كيف أن عمق المجال الضحل أخرج الأمامية والخلفية من دائرة التركيز البؤري وجعلهما مهمشين, في حين حافظ على الشخص (موضوع الصورة) داخل التركيز لجذب الانتباه اليه. القليل من عمق المجال المتوفر حافظ على مقعد الجلوس داخل التركيز.
تقنية عزل الموضوع عمّا حوله باستخدام عمق المجال مؤثرة جداً, خاصة لصور البورتريه. لاحظ أن الخلفية وإن كانت خارج التركيز الا أنها تعطي دلالة كبيرة على مكان الصورة ومزاج الشخص.
البعد البؤري
أهم ميزة للعدسة على الاطلاق هو بعدها البؤري. يمكن تعريف البعد البؤري على نحو غير دقيق تماماً على أنه المسافة بين السطح الأمامي للعدسة والسطح الواقع خلف العدسة, والذي ينبغي أن تتشكل عليه الصورة. ما يجعل هذا التعريف غير دقيق هو كون العدسة تتكون من مجموعة معقدة من العدسات المنفصلة والمتوضعة على مسافات محددة عن بعضها البعض. لحسن الحظ فأن عدسة ذات بعد بؤري 500 ميليمتر لا يشترط أن تكون بطول 500 ميليمتر. أهمية البعد البؤري يكمن في زاوية الرؤية التي يوفرها. كلما كان البعد البؤري أطول, كلما كانت زاوية الرؤية أصغر, وكلما بدى الشيئ مجسماً أكبر (مع المحافطة على نفس مسافة التصوير). تعرف عدسات الأبعاد البؤرية القصيرة بتسمية وايد أنجل وتتراوح ابعادها البؤرية بين 20mm و 35mm. العدسات العادية (المعيارية) تكون ببعد بؤري حوالي 50mm. يطلق على العدسات ذوات البعد البؤري ما بين 80mm و 300mm تسمية عدسات تيليفوتو. أن العدسات ذوات البعد البؤري الأطول من 300mm تنتمي الى عائلة سوبر تيليفوتو.
لتوضيح البعد البؤري, أنطر الى صور أكشاك التلفونات (في الأعلى والى اليسار). الصورة في الأعلى التقطت بعدسة وايد أنجل 24mm, بينما الصورة الى اليسار التقطت بعدسة تيليفوتو 300mm. لاحظ أنه في كلتا الحالتين فأن كبائن التليفون تملئ الكادر ولكن بمنظور مختلف جداً في كل لقطة. تعمل العدسات المقربة (التيليفوتو) على ضغط المنظور بحيث تبدو الأشياء قريبة على بعضها, بينما تقوم عدسات الزاوية الواسعة (الوايد أنجل) بتشويه المنظور, بحيث تبدو الأشياء القريبة من بعضها في الواقع, بعيدة جداً في الصورة (أنظر الى الكشك الاخير في الصورة العلوية وكيف يبدو بعيداً عمّا هو عليه في الواقع).
ينبغي تصحيح سوء الفهم لدى بعض المصورين, الذين يعتقدون أن البعد البؤري للعدسة يلعب دوراً في تحديد مقدار عمق المجال. الحقيقة أن عمق المجال لا يعتمد على البعد البؤري إطلاقاً, وأن الموضوع المصور بعدسة 24mm يمتلك نفس المقدار من عمق المجال الذي يمتلكه موضوع مصور بعدسة 300mm ما دام كلا الموضوعين يشغلان نفس المساحة في الكادر. بناءً عليه, فأن عمق المجال واحد في صورتي أكشاك التلفون الى الأعلى والى اليسار.
الصورة الى اليمين التقطت بعدسة واسعة الزاوية (وايد أنجل). لاحظ التشويه الذي تحدثه هذه العدسات على الموضوعات العادية.
الفيلم
إختيارك للفيلم مهم جداً حين تقرر أي صور تنوي التقاطها. الخيار الواضح, هل ترغب بصور ملونة أو أحادية اللون (أبيض و أسود)؟ الأبيض و الأسود جيد لصور الناس (يمين) وبعض الموضوعات الأخرى حين تكون الألوان عامل مشتت. كذلك فأن الابيض والأسود أسهل بكثير في حال كنت تنوي تحميض وطبع الصور بنفسك في الظروف البيتية وهو إختيار مثالي للمبتدئين. من الصعب مناقشة كل الأسباب للإختيار بين الملون والأبيض و ألأسود. في أغلب الحالات يكون الإختيار شأناً شخصياً بالعتماد على الرغبة وحجم المصاريف المرصودة لهذا العمل.
بعد الانتهاء من الاختيار الأول الملون أو الأبيض و الأسود, يأتي الإختيار ما بين النيجاتيف و البوزيتيف (السلايد أو الشرائح). ناقش الامور بموضوعية, فمثلاُ سهولة التفرج على الصور المطبوعة لا تقارن بصعوبة ترتيب الشرائح داخل الصناديق ومن ثم تركيب الصناديق على جهاز العرض. من ناحية ثانية فأن الشرائح تبدو أكثر من رائعة عند عرضها على شاشة بيضاء كبيرة نسبياً. كذلك أصبح الآن متاحاً الحصول على صور مطبوعة من الشرائح (السلايد). النصيحة الأمثل: إستعمل فيلم نيجاتيف إذا كنت ترغب بالحصول على صور مطبوعة, واستعمل فيلم سلايد إذا كنت محتاجاً الى شرائح عرض.
سرعة الفيلم هو مقياس لمدى حساسية الفيلم للضوء والمقاس بوحدة الآيزو ISO (في السابق كان يقاس بوحدة الآزا ASA أو DIN). أفلام الحساسية العالية تدعى في الغالب سريعة, وأفلام الحساسية المنخفضة تسمى بطيئة. سرعات الفيلم العادية هي ISO 200, ISO 100 و ISO 400. يحتاج فيلم ISO 200 الى تصف كمية الضوء التي يحتاجها فيلم ISO 100 لتشكيل صورة بنفس الكثافة الضوئية. لاحظ أن فيلم ISO 400 أسرع بمقدار وقفة واحدة من فيلم ISO 200 وبمقدار وقفتين من فيلم ISO 100.
إختيار سرعة الفيلم تعتمد على ظروفك التصويرية. فمثلاً للقطة المسرحية (يسار), حيث مستوى الاضاءة منخفض جداً, ولم يكن مسموحاً إستعمال الفلاش, كما أن إضاءة الفلاش يمكن أن تدمّر جو اللقطة, كان لا بد من إستخدام فيلم سريع جداً.لقد ساعد فيلم الحساسية العالية ISO 1600 على التقاط الصورة بدون حامل ومع سرعة غالق 1 / 125s.
إستعمال الأفلام السريعة ليس محصوراً فقط في ظروف الإضاءة المنخفضة. تستعمل أفلام الحساسية العالية نهاراً للحفاظ على سرعات غالق سريعة من أجل تجميد الحركة خاصة مع التصوير الرياضي ولقطات الحركة السريعة. الأفلام البطيئة مثالية مع المواضيع الثابتة (غير المتحركة) مثل المناظر الطبيعية, الأبنية المعمارية وصور الحياة الساكنة.يفضل استعمال ركيزة وسلك تحرير الغالق مع الأفلام البطيئة لتجنب إهتزاز الكاميرا عند إختيار سرعات غالق بطيئة.
للمفاضلة بين الأفلام السريعة والأفلام البطيئة لا بد من المرور على مفهوم التحبب Granuality. من المعروف أن الصورة تتكون من مجموعة من الحبوب (الكريستالات). في الأفلام السريعة تكون الحبوب أكبر حجماً ومرئية أكثر مما هو الحال في الأفلام البطيئة. يعتبر الكثيرون أن كبر حجم الكريستالات يعتبر العيب الرئيسي للأفلام السريعة, إذ ينعكس ذلك على الصورة على شكل خشونة وحدة في التفاصيل, ويظهر هذا جلياً عند تكبير الصور للقياسات 10×12 بوصة فما فوق. تمتاز الأفلام البطيئة بكونها أكثر نعومة وتعطي الواناً أكثر لمعاناً و تشبعاً. في الوقت الحاضر تتوفر أفلام سريعة بحبيبات ناعمة نسبياً, يمكن أن نحصل منها على نتائج مذهلة لا تقارن بالخسارة الصغيرة في جودة الصورة.
الإضاءة المباغتة (الفلاش)
يتجنب الكثيرون إستعمال الفلاش مع كاميرات العدسة الأحادية العاكسة SLR, إمّا لأنهم يعتقدون أن ذلك صعب جداً, أو لأن لهم تجارب غير ناجحة في هذا المجال. بينما يعتقد آخرون أن إستعمال الفلاش مفيد فقط بالداخل, عندما يكون مستوى الضوء الطبيعي غير كافي. هذه الأفكار ليست دقيقة, إذ يمكن أن يكون إستعمال الفلاش أمراً سهلاً للغاية, وفي نفس الوقت يمكن أن يضفي على الصورة تأثير إبداعي خلاّق. الصورة المجاورة أنتجت باستخدام إضاءة فلاش متعددة لاحقت الطير في حركاته الثلاث وأبدعت هذه الصورة, التي لولا الفلاش لكانت عاديّة جداً. كثيرة هي الامثلة الابداعية التي يمكن أن تتحقق باستعمال الاضاءة المباغتة بسهولة ويسر.
النقاط اللاحقة تشرح التفاصيل التقنية البسيطة للإضاءة المباغتة (الفلاش).
سرعة تزامن الفلاش: كنّا قد قلنا في قسم “سرعة الغالق” أن غالبية كاميرات SLR تملك سرعة غالق قصوى محددة للتصوير باستعمال الفلاش تدعى سرعة تزامن الفلاش, في العادة تكون 1/ 125s ويرمز لها غالبا ًبالحرف “x” على قرص السرعات, أو تكون بلون مغاير للون باقي السرعات. يجب عليك التقيّد بهذه السرعة عند التصوير بالفلاش أو إختيار سرعات أبطأ, على سبيل المثال, 1/ 60s أو 1/ 30s. لا تحاول على الإطلاق إختيار سرعة غالق أسرع من سرعة تزامن الفلاش المنصوص عليها إذ أن هذا قد يكلفك تلف الصور.
التحكم بالتعريض: كمية الضوء الواصلة الى الفيلم من وحدة الفلاش تعتمد كلياً على فتحة العدسة المستخدمة وبعد الموضوع عن الكاميرا وليس لسرعة الغالق أي دور في تحديدها, اللهم الاّ إذا كانت اللقطة تجمع بين الضوء الطبيعي والضوء المباغت. إذا كنت تستخدم فلاش يدوي, يجب عليك حساب فتحة العدسة بمساعدة “رقم الدليل”, الذي سنشرحه في البند اللاحق. الفلاشات الأتوماتيكية تحتوي على جهاز إستشعار يعمل على قياس كمية الضوء المنعكسة عن الموضوع ويحدد مدة الومضة, أو بمعنى آخر, متى ينبغي على الفلاش أن يتوقف. أنظمة الفلاش الأكثر تطوراً تستعمل جهاز إستشعار واقع داخل الكاميرا, يعمل على قياس الضوء الداخل الى العدسة TTL ويتحكم بمدة الومضة من خلال الكاميرا مباشرة.
رقم الدليل (Guide Number) : رقم الدليل للفلاش (GN) هو مقياس لشدة الومضة. مع فلاش يدوي, تحسب فتحة العدسة المناسبة لتصوير موضوع واقع على مسافة معينة بقسمة رقم الدليل على هذه المسافة. على سبيل المثال, إذا كان رقم الدليل للفلاش الذي نستعمله هو 32 متر, وكان الموضوع يبعد عن الكاميرا مسافة 4 متر, فأن فتحة العدسة المناسبة تكون حاصل قسمة 32 متر على 4 متر أي f8. لاحظ أن رقم الدليل المذكور في كتيّب الفلاش يكون معيراً على فيلم حساسية 100 (ISO 100). مع الحساسيات الأخرى ينبغي إجراء التعديل المناسب على فتحة العدسة. فمثلاً للمثال المذكور أعلاه, إذا إستخدمنا فيلم حساسية 200 تكون فتحة العدسة المناسبة f11, ومع فيلم حساسية 400 تكون f16. بينما إذا إستخدمنا فيلم حساسية 50 تكون فتحة العدسة الموافقة هي f5.6 .
عليك أن تتعرف على فلاشك بشكل عميق ووثيق. لاتدع الأمور للصدفة. جرّب مختلف عيارات الفلاش ولا بأس من إهدار بعض الأفلام في سبيل التأكد من جاهزيتك للتعامل مع وحدة الفلاش. بعض الفلاشات تأتي مصحوبة بكتيّبات ضخمة تشرح تقنيات العمل, ينبغي قراءة هذه الكتيّبات قراءة متأنية وعميقة وستجد فيها متعة وربما حالفك الحظ بالتقاط صور عظيمة باستخدام الضوء المباغت.
فلاش الملء
تصادف أحياناً حالات إضاءة متناقضة, حيث يكون التباين بين المساحات المضاءة ومساحات الظل أكبر من أن يحتمله الفيلم. مثلاً صورة مجموعة من الناس في مواجهة أشعة الشمس المباشرة, أو قرص الشمس خلف أكتافهم. في الحالة الأولى ستحصل على ظلال صعبة وحادة أسفل الذقون و الأنوف بحيث تتغير تعابير الوجوه وتبدو العيون كتل سوداء والأنف بارز جداً. في الحالة الثانية, أذا قمنا بحساب التعريض بناءً على أضاءة الوجه ستذوب الخلفية وفي أحسن الأحوال ستبدو ساطعة جداً وبدون تفاصيل.
إضاءة ملء الظلال أو ما يعرف إختصاراً بفلاش الملء يساعد على تخفيف التناقض في مثل هذه الحالات عن طريق الموازنة بين أضاءة مصدر الضوء المتاح (المصدر الطبيعي) وومضة فلاش مسيطر عليها تماماً. كي تحافظ على التأثير الطبيعي للمشهد المصور, إحرص على أن تكون الومضة أقل من الضوء المتاح. النسبة غالباً ما تكون 2:1 (الومضة تشكل نصف تعريض المصدر الطبيعي) أو 4:1 (الومضة ربع الاضاءة الطبيعية). آلية تضليل الفلاش من أجل خفض كمية الومضة تعتمد على نوع الفلاش. بعض وحدات الفلاش تحتوي على منظم آلي لتقليل كمية الومضة الى النصف أو الربع أو حتى لغاية 16:1. يمكنك خداع الفلاشات التي لا تحتوي على منظم بأن تخبرها أنك تصور على فتحة عدسة f5.6 في حين أنك في الحقيقة تصور على فتحة f8 أو f11 حسب النسبة التي ترغبها 2:1 أو 4:1.
الصورة المرفقة توضح كيف ساعد فلاش الملء على تقليل التباين بين الطائر الواقع في الظل والخلفية المنارة بشكل زائد.
الاستعمالات الأخرى للفلاش
تستمر الومضة الصادرة عن وحدة فلاش نموذجية فترة زمنية صغيرة جداً تتراوح ما بين 1/ 1000 من الثانية و 1/ 10,000 من الثانية إعتماداً على شدة الومضة. هذه المدة كافية جداً لتجميد حركة معظم الموضوعات, الثابتة والمتحركة. لسوء الحظ, فأن أغلب الموضوعات سريعة الحركة ستكون خارج مجال (زمان) الومضة. للمواضيع القريبة نسبياً الى الكاميراهناك تقنية رائعة يمكن تجربتها تدعى تزامن بطئ للفلاش. تتلخص الفكرة في إختيار سرعة غالق بطيئة (مقاسة بالنسبة للضوء المتوفر), وعندما يكون الغالق مفتوحاً يضاء الموضوع بواسطة ومضة الفلاش لبرهة قصيرة جداً. يمكن الحصول على نتائج غير متوقعة بالنظر الى سرعة الغالق المستخدمة, سوف ترى مثلاً الموضوع واضح وحاد التفاصيل في لحظة انطلاق الومضة مع خيالات شبحية على امتداد الصورة في المقدمة أو الخلفية ناتجة عن حركة الموضوع ضمن الاضاءة المتوفرة. هذه التقنية جيدة جداً للتعبير عن الحركة في بعض الرياضات مثل سباق الدراجات أو الراليات.
تقنية التزامن البطئ للفلاش مفيدة جداً في حالات التصوير الليلي, مثال ذلك, تصوير مبنى مضاء ليلاً, حيث يعمل الفلاش على إضاءة الأمامية المعتمة أصلاً, في حين تكفي الإضاءة المتوفرة لتصوير المبنى المنار, وبذلك نحصل على صورة متوازنة الإضاءة.