الثقب الأبيض هو
نفسه الثقب الأسود…
ربما!لكن الرحلة إلى أحد الثقوب السوداء هي رحلة ذات اتجاه واحد، أي ذهاب بلا عودة. فبمجرد أن تجتاز النقطة التي لا يستطيع الضوء المرور من خلالها، لا يبقى أمامك مجال للعودة. وعلى الأرجح، ستموت بطريقة عنيفة. عندما يستهلك نجم هائل وقوده، ينهار بفعل وزنه، ويهوي إلى أحد الثقوب السوداء. فقط النجوم ذات الوزن الكبير، التي تكون عادة أكبر من شمسنا بنحو 25 مرة، هي التي يؤدي موتها إلى ظهور ثقب أسود.دعنا نقول إنك وصلت بطريقة أو بأخرى إلى أحد هذه الثقوب السوداء، فما الذي ستراه؟في الواقع لا شيء.

المصدر: https://nasainarabic.net/main/articles/view/butterflies-heat-up-the-field-of-solar-research
فقط اللون الأسود. ولو قمت بالدوران حوله، ستجد أنه كروي الشكل، ليس كتلك الثقوب المحمولة المسطحة التي تظهر في أفلام الصور المتحركة.ولرؤية منظر أكثر إثارة، انتقل إلى مركز درب التبانة، حيث يوجد ثقب أسود هائل أكبر من الشمس بحوالي أربعة ملايين مرة. وقد أدَّت جاذبية هذا الثقب الأسود إلى تجمع كثير من جزيئات الغبار والغازات التي تراكمت على شكل أسطوانة تتصاعد داخل الثقب.ذلك القرص الساخن له منظر أخّاذ. أما بالنسبة للثقب الأسود نفسه، فلن يكون بإمكانك رؤيته مباشرة. إذ إنه مغلف بالغبار والغازات. لكن بإمكانك أن ترى كيف تقوم جاذبية الثقب الأسود بتغليف أشعة الضوء حولها، محدثة بذلك صورة بصرية في المواد المحيطة بالثقب، يطلق عليها اسم “ظل الثقب الأسود”. تقول الفرضيات إنك إذا اقتربت من الثقب الأسود، فسوف تتمدّد وتصبح مثل المعكرونة الرفيعة الطويلة، بمعنى أنه إذا دخلت إلى الثقب الأسود بأقدامك أولاً، فسوف تتعرّض أقدامك لجاذبية أكبر بكثير من الجاذبية التي يتعرَّض لها رأسك. وكلما اقتربت أكثر من الثقب، سيؤدي الفرق في قوة الجاذبية التي تتعرّض لها بين رأسك وأقدامك إلى أن يتضخم رأسك حتى ينفصل عن جسمك. وعلى الفور تقوم هذه الجاذبية المتردِّدة بتحويل كل خلية في جسمك وكل جزيء وكل ذرة إلى أجزاء أصغر.يظهر مفهوم الثقب الأبيض كجزء من حل الفراغ لمعادلات حقل أينشتاين، فيكون أحد أطراف الثقب الدودي عبارة عن ثقب أسود يسحب المادة نحوه، في حين يُوجد ثقب أبيض عند النهاية الأخرى.يُمثل الثقب الأبيض المعاكس الزمني النظري للثقب الأسود. وبرهن عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ على أن الثقب الأسود يُصدر أشعة ويستطيع أن يتوازن حرارياً، ويبقى هذا التوازن ثابتاً عند انعكاس الزمن. لذلك، فإن المعاكس لحالة الثقب الأسود الموجود في توازنٍ حراري هو ثقب أبيض في حالة توازن حراري، مما يعني أن الثقب، أسودَ كان أم أبيض، هو الشيء نفسه.تتشكل الثقوب السوداء الحقيقية جرّاء انهيار النجوم. لكنّ الثقوب البيضاء تتحرك بعيداً عن المادة، ولذلك لا يُمكن أن تُوجد في حالة اتصال مع ثقوب سوداء لأن وجود المادة سيتسبَّب في انهيارها.ولذا، لا تزال الثقوب البيضاء مجرد مفهوم نظري عالي المستوى؛ ولم يستطع أي شخص رصدها، وقد لا يتمكَّن أحد من القيام بذلك. ويعتقد بضعة علماء أنّ الثقب الأبيض قد يكون جزءاً من مفهوم يُعرف بـ “الكون الولود”.
المصدر (بتصرف): https://nasainarabic.net/education/articles/view/what-is-a-white-whole

