Saad Fansa بمشاركة منشور خاص به.
Saad Fansa
.. هاتفني الصديق الدكنور صباح قباني .. في صبيحة أحد الايام الجميلة من صباحات دمشق قبل بضعة سنوات .. قائلا ..: فكرت طويلا لمن أهدي ذاكرتي و تذكاري .. فلم أجد من هو أهل لها .. الا العزيز سعد فنصة .. و بالرغم من سروري العظيم بهذه المفاجأة .. الا أنني حقيقة .. شعرت بالخجل الشديد .. فلست أنا من يكتب فيه ..قامة تاريخية وطنية مثل الدكتور القباني .. الشقيق الاصغر لشاعرنا المحبوب نزار .. و كذلك سفيرنا الأسبق بالأمم المتحدة و المؤسس الحقيقي للتلفزيون العربي السوري في اطلالته الناجحة الاولى .. عام 1960 ..أمد الله في عمره هذا الكلام الذي يفوق أسمي و تاريخي بمثل هذا الحديث الذي دونه بخطه على أوراقه الشخصية .. و تذكرت فورا لقائي الاول به وكان بواسطة الصديق الفنان و الشاعر جورج عشي .. عندما نادى باسمي .. ليسلمني أحدى جوائز التصوير الفوتوغرافي قبل أكثر من ربع قرن في أحد المعارض السنوية للفنانين الضوئيين ..كانت الوثائق مجموعة ضخمة من المصنفات الصادرة عن مشاهير المصورين الامريكيين .. التي درس فيها هو بالذات حين كان سفيرا لسورية في و اشنطن .. اضافة الى مجموعة ضخمة من الوثائق و المذكرات التي تؤرخ لحقبة طويلة من تاريخ سورية و رجالاتها ..اذ كنت كلما التقيته في أحد زياراته لي في المتحف الوطني أو بأحد المعارض الفنية .. .. ألححت عليه بان يدون مذكراته ..و أخمن أن الكثيرون غيري فعلوا ذلك الا أنني كنت أشدهم غيرة .. على ما يبدو .. و منها قصصا هي غاية في الروعة الانسانية .. و التحدي كنا قد تحادثنا فيها ..و ظلت طي الكتمان و الكثير من الذكريات اللطيفة لأديب دمشق صباح و شاعرها الاروع بين الشعراء نزار الشقيق الاكبر .. من بين هذه المرويات القصيرة .. و العميقة الدلالة و التي لايعلم عنها الانفر قليل من المقربين للشاعر الكبير .. نزار .. أنه في أحد المناسبات الثقافية التي دعي اليها لتقديم أمسيته الشعرية كما درجت العادة في احدى عواصم الجحيم العربي .. بدعوة من منظمة ثقافية .. و يبدو جليا بأن اسم هذا الشاعر كان مؤرقا للنظام السياسي الحاكم أنذاك في هذا البلد العربي .. و أقترب موعد الامسية دون أن توافق السفارة بعد على منحه تأشيرة الدخول .. و قبل يوم واحد فقط .. انصل به الممثل القنصلي لذاك البلد .. طالبا منه صورتين .. ووثيقة الميلاد .. و جوازسفره .. و امعانا في الاساءة لشاعرنا النزق .. عندما يتعدى أحد الصغار .. على قامته .. و لو كان امبرطورا .. أو حاكما بأمره ..اذ خاطبه ذاك القنصل بتعال مصطنع .. بأن يحضر معه شخصين للتعريف به أمام الهيئة القنصلية .. .. فأجابه الشاعر بما يستحق .. قائلا له بهدوء نادر : .. اذا أراد رئيسكم .. أن أعرف عليه .. فأنا مستعد .. !! ( نشرت فحوى هذه القصة على ما أذكر في ذكرى وفاته .. عام 1998 اذا لم تخن الذاكرة ..)
Saad Fansa
في حفل استلامي لاول شهادة تقدير في المعرض العام لفناني التصوير الضوئي .. عام 1989.. و يبدو الفنان و الشاعر المعروف جورج عشي .. و كازار كازاريان من المصورين القدماء و مقدم الجوائز .. و الفنان الدكتور صباح قباني أمد الله في عمره .. — مع George Ashy.