خلال فترة الحرب العالمية الثانية، اتسم #الجيش_الياباني بمعاملته السيئة لأسرى الحرب، حيث اتجه معظم كبار القادة العسكريين اليابانيين نحو استغلال هؤلاء المعتقلين بشكل غير إنساني لإنجاز العديد من الأنشطة.
وإضافة إلى استعبادهم وإجبارهم على العمل في ظروف قاسية، لم يتردد اليابانيون في ممارسة تجارب طبية على الأسرى، كما عمدت بعض الفيالق العسكرية اليابانية أحيانا إلى ممارسة بعض الفظائع الأخرى والتي بلغت أحيانا حد طبخ وأكل لحم المعتقلين.
يوم الخامس عشر من شهر شباط/فبراير سنة 1942، وقعت المستعمرة البريطانية بسنغافورة في قبضة القوات اليابانية بعد مضي حوالي أسبوع من بداية المعارك حول المنطقة.
وبعد أيام، شهدت سنغافورة العديد من المذابح التي طالت الطواقم الطبية والجرحى البريطانيين المتواجدين داخل المستشفيات، فضلا عن ذلك عمدت القوات اليابانية إلى تنفيذ إبادة بحق نسبة كبيرة من السكان ذوي الأصول الصينية المقيمين بسنغافورة.
ووفقا لبعض الإحصائيات المعاصرة، أسفرت هذه الإبادة عن مقتل ما لا يقل عن 50 ألف صيني.
ومع سقوط سنغافورة في حدود منتصف شهر شباط/فبراير سنة 1942، تمكن اليابانيون من أسر ما يزيد عن 100 ألف جندي بريطاني دفعة واحدة، ليشهد الجيش البريطاني واحدا من أسوأ أيامه.
وكان من ضمن هؤلاء الأسرى ما لا يقل عن 40 ألف عنصر من ذوي الأصول الهندية التابعين للفيلق “السيخي” المنضوي ضمن الجيش البريطاني الهندي، حيث جيء بهؤلاء الجنود المنتمين للطائفة السيخية من المستعمرة البريطانية بالهند للعمل ضمن القوات البريطانية المتمركزة بسنغافورة.
وخلال تلك الفترة، حاولت اليابان تدريب وتكوين جيش من الهنود للعمل لصالحها، ولهذا السبب عرض اليابانيون على الأسرى الهنود العمل معهم.
وبينما وافق البعض على ذلك، رفض عدد آخر من الهنود العمل تخوفا من ردة الفعل البريطانية تجاههم في حال هزيمة #اليابان.
وفي الأثناء، لم تتردد السلطات اليابانية في معاقبة كل من رفض التعاون معها، حيث وضع الأسرى البريطانيون في مراكز اعتقال، وأجبروا على العمل لساعات طويلة بشكل يومي في ظروف قاسية مقابل حصولهم على كميات ضئيلة من الطعام والماء، وتزامنا مع ذلك اتجه اليابانيون إلى إعدام جميع الأسرى غير القادرين على العمل.
سنة 1945، وإثر استرجاعهم لسنغافورة من قبضة اليابانيين، عثر البريطانيون لدى الجيش الياباني على صور هزت العالم لمعاملة قاسية تعرض لها “الفيلق السيخي” التابع للجيش الهندي البريطاني، وفي الأثناء تحولت هذه الصور لاحقا إلى أداة إدانة ضد المسؤولين اليابانيين بالمنطقة عقب اتهامهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وأظهرت هذه الصور قيام الجيش الياباني بسنغافورة بتحويل الأسرى ذوي الأصول الهندية والتابعين للفيلق السيخي إلى أهداف للرماية أثناء التدريبات حيث أقدم اليابانيون على وضع علامات على صدور الأسرى الهنود الذين كانوا مقيدين ومعصوبي الأعين قبل إجبارهم على الجلوس على بعد بضعة أمتار من مكان الرماية.
فيما بدأ الجنود اليابانيون بالتدرب على إصابة الهدف بدقّة عن طريق توجيه رصاص بنادقهم نحو العلامات المثبتة على أسرى الفيلق السيخي.
وعقب نهاية عمليات التدريب، قام عدد من الجنود اليابانيين بالإجهاز على الأسرى المصابين عن طريق توجيه طعنات إليهم باستخدام الحراب.
عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، اتهم أغلب البريطانيين الجنرال الياباني تومويوكي ياماشيتا (Tomoyuki Yamashita) الذي أعدم شنقا يوم الثالث والعشرين من شهر شباط/فبراير سنة 1946بالمسؤولية عن هذه المذبحة بحق الجنود ذوي الأصول الهندية، حيث كان الأخير حينها المشرف على عملية الغزو الياباني لسنغافورة.