“خولة أبو صالح”.. التسلل إلى الفن من اختصاص الآثار
الثلاثاء 06 شباط 2018
المنطقة الصناعية
على الرغم من الهوة بين دراستها الجامعية وموهبتها الفنية، أحرزت “خولة أبو صالح” الطالبة الجامعية في جامعة “السويداء” تميّزاً في الرسم بالفحم والطبشور، واتخذت طريقاً نحو الواقعية، وجسّدت ما تطمح إليه في الفن.
حول بداية العلاقة مع الفن، مدونة وطن “eSyria”، وبتاريخ 29 كانون الثاني 2018، التقت “خولة أبو صالح” الطالبة التي بيّنت قائلة: «ولدت في “السويداء” بتاريخ 22 أيار 1995، وبعد أن درست التعليم الإلزامي والثانوية، سجلت في كلية الآداب، فرع الجامعة الثانية بـ”السويداء”، قسم الآثار والمتاحف، وبدأت رحلتي مع الرسم منذ كنت في الصف الأول الابتدائي، حتى ظننت أنني ذاهبة إلى المدرسة من أجل الرسم، حتى دفع الأمر بي إلى عدم الانتباه إلى الدرس وأستمر بالرسم فقط، حتى تسبب ذلك بشكاوى عديدة للأهل؛ وهو ما دفع والدتي إلى تشجيعي كي أركز على الدروس العلمية، وأنشغل عن الرسم قليلاً لإتمام الدراسة المدرسية.
بالمقابل، كانت تساعدني كثيراً لبناء شخصيتي الفنية، وتمنحني الوقت المناسب لتعلمني الرسم بالتلوين، وتبدي إعجابها بالرسوم، خاصة أنني تعلمت الرسم بسرعة كبيرة وأنا صغيرة جداً، واتجهت نحو رسم شخصيات كرتونية، واستمريت في العمل بقلم الرصاص منذ البداية حتى المرحلة الثانوية، حتى شاهد رسوماتي الفنان “سامر بلان”، الذي قدم لي النصائح الفنية
الفنان التشكيلي أكرم حمزة |
المهمة القائمة على العلم والمعرفة، وبدأت علاقة بيني وبين عملي إلى درجة العشق والتماهي الروحي بين لوحاتي وقناعتي».
وتابعت عن مسارها العلمي بالقول: «بعد أن كوّنت رؤية وطريقة، واكتسبت نصائح عملية، ونلت الثانوية لتحديد مساري الجامعي، قررت الدخول إلى كلية الفنون الجميلة؛ الاختصاص الذي أرغب به، وكان لا بد لي من اتباع دورة أكاديمية في الفن التشكيلي، والتحضير لخوض الامتحان، وفي ذلك الوقت تعرفت إلى الفنان “أكرم حمزة”، وهو فنان تشكيلي له تجربة مهمة في الحياة والفن، ولديه قدرة توجيه وإرشاد، وبالفعل كنت سعيدة به وبملاحظاته، واكتسبت منه خبرة مهمة في مشروعي الفني، من تقنيات فنية وتكنيك، ولعل ما نهلته منه جعلني أحدد مساري القادم، وأثناء هذه الأيام القليلة كانت الأحداث تعصف بالبلاد؛ الأمر الذي كبح جماح سفري إلى “دمشق”، وحضور امتحان القبول، لخطورة الطريق،
فسقط الحلم، واضطررت إلى دخول اختصاص آخر، لأتسلل إلى الفن من جانب مختلف باختصاص الآثار والمتاحف، لكن لم يتملك داخلي اليأس، فبعد خوضي تجربة الجامعة، توجهت
خولة جمال أبو صالح |
نحو تصميم الشخصيات الكرتونية، كان عملاً صعباً لأنه جديد بالنسبة لي، ويختلف عن الرسم الواقعي الذي أرغب العمل فيه، لكن لكل تجربة فائدة، فهذه التجربة كانت غنية، لكنها قصيرة؛ إذ لم يمضِ عليها أكثر من أربعة أشهر».
وعن رسم خطها الفني، تابعت: «بعد تجربتي بالشخصيات الكرتونية، بدأت مشروعاً آخر أتعلم فيه التشريح الفني، ورسمت العديد من (السكيتشات)، وشاركت طلاب السنة الثانية، قسم التصوير في عدة ورشات، وبدأت العمل بالفحم الأبيض على الكرتون الأسود، وحققت نتائج مقبولة، والتطور أخذ طريقه نحوي، ولوحاتي انتشرت شيئاً فشيئاً من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مع متابعتي لعمل الفنانين العالميين بحماسة منقطعة النظير، وحققت حضوراً كبيراً، وأعمل لدخول عالم جديد؛ وهو التصميم على الحاسوب، وأنجزت كورساً لمدة أربعة أشهر، وها أنا اليوم أعمل بالفحم والطبشور بالمنهج الواقعي، ورسم شخصيات مشهورة وبورتريه، وأعمل على استخدام الألوان الزيتية بعد أن أصبحت في السنة الثالثة بالجامعة».
الفنان التشكيلي “أكرم حمزة”، أوضح بالقول: «ما يميز أعمال الفنانة “خولة أبو صالح”
من لوحاتها الفنية |
الميل نحو الواقعية واستخدامها الطبشور والفحم، والاتجاه إلى تجسيد الشخصيات المعروفة لمشاهير العالم، إضافة إلى البورتريه، وقد حققت تقدماً في زمن قصير، وترسم مستقبلها في عالم الفن بثقة، ولعل مشروعها يطمح نحو الازدهار والتقدم في هذا المجال، لأن رغبتها الجامحة تدفعها نحو الإبداع أكثر. وهي مازالت طالبة جامعية في السنة الثالثة، لكنها تفوقت على أقرانها بخطوات مهمة».