يعتبر الخط العربي أحد أبرز مظاهر العبقرية الفنية عند العرب. ولقد كان أولاً وسيلة للمعرفة ابتداءً منذ أن كان جنيناً في رحم الكتابة الفينيقية، ثم توضح في الكتابة الآرامية ثم في الكتابة النبطية المتأخرة، حتى بلغ كماله وجماله في الكتابة العربية، وأصبح فناً له ما يقرب من ثمانين أسلوباً وطريقة، ومن أشهرها الكوفي والثلث والرقعي والفارسي والديواني وفروع هذه الخطوط، بل إن ابن البواب (1) (توفي 425 هـ) قدم في نطاق خط الثلث فقط سبعة عشر قلماً منها، الثلث، المعتاد، المنثور، التواقيع، الجليل، المسلسل، النسخ، المحقق، الريحان، الرقاع، الحواشي … إلخ.
ومن هنا، فقد أكد الفنان المسلم على أهمية الحضور الجمالي للكلمة المقدسة في الأمكنة المقدسة، وأكد على القيمة الجمالية المطلقة للأشكال الهندسية، وبشكل خاص على الخط العربي الذي يعد من أكثر الأشكال قداسة لارتباطه المباشر بدلالته اللغوية المقدسة.
إن كلمة التوحيد والتي تمثل جوهر العقيدة الإسلامية إذ تأخذ بيد البصيرة الإنسانية تهديها الصراط المستقيم، إنما تأخذ بيدها إلى مجال الحق والخير والجمال، وتوحد بينها جميعاً: في السماء والأرض والنفس، في الكون والذات، إنها تربية للذوق والوعي على الإحساس بكل ما هو جميل مونق يُسبى الأفئدة ويفتن النواظر.
http://www.almooftah.com/vb/showthread.php…