= الفنان فكرت الحسين من مواليد مدينة حلب بسوريا عشق التميز فهو فنان شديد الحرفية والدقة فى أعماله ولوحاته الفنية ، فقد اختار لنفسه طريقاً جديداً ليسلكه لأنه رفض أن يرسم لوحات بطريقة عادية بل أراد التفرد والابتكار ، فاستخدم العديد من الخامات ليبدع اعمالاً ذات طابع شرقي وأنتج أعمالاً رائعة تنم على موهبته المتوهجة ، وعندما تحدث لـ ( أسرار المشاهير ) قال :
= انا درست الابتدائية في حي العويجة الممتد على طريق قرية المسلمية والذي يعرف بروعة منتزهاته وإطلالته على تلك البساتين ذات الجمال والطبيعة الخلاقة ، ثم تابعت دراستي في المرحلة الثانوية في منطقة الحميدية بمحافظة حلب ، وقد تشربت الفن وروعته من تلك الطبيعة الخلاقة في ذلك الحي الجميل ورسمت لوحاتها في خيالي وذهني .
= وكان من أولوياتي هي حصة الرسم في تلك المدارس التي ترعرعت بها ولكن كلما جاءت موعد الحصة الفنية تراني محبطاً وذلك لعدم تخصيص مدرس مختص في فن الرسم فكان المعلم هو مسئول عن إعطائنا حصة الرسم وكانت عبارة دائما تجول في ذهني ارسموا أي شيء في خيالكم ولسوء الحظ لم يأتي مدرساً متخصصاً في فن الرسم خلال فترة الدراسة وحتى قضاء المرحلة الثانوية فكانت هوايتي في فن الرسم منذ نعومة أظافري غلبت على كل شيء وعندها أنهيت الدبلوم في التربية الرياضية ولم ادرس الفن الا من الكتب والمجلات حينها ، وحصلت على الدبلوم في التربية الرياضية .
= وعينت مدرسا للتربية الرياضية في إحدى المدارس ولم انهي عشقي الجميل بكافة مجالاته كالنحت فكان لي منحوتات صغيرة الحجم أشارك بها في المعارض المدرسية الصغيرة وكنت دائما اشعر ان هناك شيء في داخلي كالبركان يريد ان ينفجر بشدة ولكنني كنت كلما اردت تجسيد هذه الحالة أجد نفسي محبطا لأنني لا أعرف او لا أجيد اختيار الخامات ولا الألوان التي يروق بها خاطري فكنت ارسم وانا خجول من أعمالي لأنها لا ترضيني فأقوم بتمزيقها قبل ان ترى النور .
= كان الليل خير أنيس لرسومي وهو خير ملهم لما راق لي لأرسم من جديد ومزق الى حين اتخذت قراري بعدم تمزيق لوحاتي ولو إنها لا ترضيني ولكن كلما شاهد احد تلك اللوحات يبدي إعجابه بها وكنت أجامل من يواسي قهري وعدم الشعور بالرضا على ما جسدت بتلك الألوان والتي اجهل ما اسمها وهل هي مرادي ام لا .
= وفي عام 1986 أصبحت قادراً نوعاً ما على تجسيد بعض اللوحات وهي مرسومة بالألوان الزيت على القماش وبعضها رسمتها بقلم الرصاص والفحم ونالت أعجاب الذين قدموا الى المعرض المقام في المتحف الوطني بحلب هذه كانت اول تجربة لي تنال إعجابي وإصراري على ممارسة فن الرسم وان تكون لوحاتي هي مرضاة لي قبل ان مشاهدتها وان تحقق رقماً بقناعتي الكاملة لم يكن في تلك الايام ما استقي منه علماً في فني الجميل الذي كنت أتوق له فكانت تجاربي بالرسم على الجدران هي اول انجازاتي في الفن الرسم وكان اعتمادي الاول والأخير على تجارب في غرفتي .
= وفي عام 1990 قمت بمشاركات عديدة في معارض مدرسية كوني كنت مدرساً فيها اما في عام 1995 لفت نظري الرسم على الزجاج والزجاج المعشق بالرصاص وبدا متابعتي لهذا الفن التراث والفن الأصيل هنا اعتبره بداية مسيرتي الفنية بالرسم والحفر بالمحاليل الكيميائية لحمض فلور الماء والاسيد الام والتعتيق على الزجاج والمرايا .
= وفي عام 1996 قمت بانجاز عمل كبير وانجاز اعتبره رائع كان في الرسم على الزجاج لأحد جوامع حلب الكبيرة والمعروفة باسم ( جامع الأمام الغزالي ) والذي يتوسط حلب الجديدة كانت الرسوم على النوافذ والقبب التي تتوسط الجامع فكانت اللوحات مرسومة بالخط العربي وألوان الزجاج المعشق وأسماء الله الحسنى وكان عددها يفوق المائة وخمسون لوحة قمت بانجازها خلال فترة وجيزة وقصيرة هي 15 يوم .
= وفي عام 1997 قمت بانجاز لوحات عديدة لمحلات ملابس وشقق وبيوت وقصور حلبية فكان أشهرها من بين تلك اللوحات هى ( لوحة خان الخليلي ) لأحد الشوارع كانت موضوعها بائع للسجاد العجمي والبناء العمراني في ذلك الشارع بمصر الحبيبة على قلبي وكل السوريين أجمع ، فلوحتي لا تعاد مرتين لان الرسم كالنهر الذي يتجدد مياهه في كل لحظة هذه كانت معضلتي عندما يطلب مني تكرار ما أبدعت به من رسم لوحة على الزجاج او المرايا لان كل لحظة لها لون وإيقاع يختلف عن اليوم الذي يليه وعندها اعتذرت التكرار .
= طريقتي في الرسم هي طريقة للرسم العكسي على الزجاج والمرايا ، كنت استعمل البخاخات الناعمة كقلم الحبر من حيث النفاث والواني كانت خاصة من صنعي قمت بتركيبها مما قرأت عن الأكريليك والمواد السائلة والصبغات او الملونات الترابية كألاكاسيد .
= فى عام 2001 الى 2004 قمت بمشاركات على مدى أربعة سنوات في مشاركتي للمعارض بحلب والعاصمة دمشق وبعدها كانت اغلب أعمالي مقتصرة على الرسم على الزجاج والمرايا في الشقق الحلبية والقصور ، وايضاً كان لي نصيب كبير من
لوحاتي من أسقف وأبواب ونوافذ ورسمت اللوحات التي كانت تعلق في الشقق السكنية الكثير والكثير تعد بالآلاف على المرايا والزجاج المحفور والمزخرف والمصدف والمزخرف .
= كنت املك مرسماً في مزرعتي التي كنت أعيش بها انا وأولادي والتي كانت مساحتها حوالي 400/ م وكانت هى منزلي وعشقي الاول وكانت من صياغة يداي من رسومات على الجدران والأسقف وحديقة المزرعة التي كنت ارسم بها لوحاتي ليلاً ومنحوتات اسمنتية من شلالات وأبواب ونوافذ قمت برسمها ونحتها لتعطي هالة تختلف كلياً عن رسم الزجاج .
= ولكن للأسف بسبب الدمار الذى لحق ببلدي الحبيب سوريا فقدت كل ما أملك فقدت كل الاشياء التي كانت لدي من مرسم ذات مساحة خيالية وعدد للحفر على الزجاج مصنوعة من الماس القاسي جدا وخزانات ضاغطة للهواء والرمل والبخاخات التى جمعتها خلال ثلاثون عاماً .