انور الدرويش
صورة لاندسكيب ملتقطة بتقنية السلوت .
وغالبا ما تلتقط صورة اللاندسكيب بشكل افقي . لكي تتيح للمتلقي حرية اكبر في الاستمتاع بالمشهد العرضي المفتوح والذي تبرز من خلاله جماليات الطبيعة . ولقد تناسب كثيرا هذا الالتقاط العرضي المباشرمع موضوع المسطح المائي بما يحتويه من مكونات المشهد الطبيعي في الاهوار . مثل / الماء ، القصب الممتد افقيا ، السماء ، بالاضافة الى الانسان والزورق وهما محور الموضوع ومركزه ..
الاهوار بطبيعتها امتداد لمسطح مائي لا متناهي كما البحر او الصحراء ولا يفصلها عن السماء سوى خط الافق وتمتاز هذه الطبيعة بهدوئها وسكينتها … هي ارض مترامية الاطراف يكسوها الماء.
لقد اختار زميلنا المصور ( محمد مشكور ) التوقيت المناسب الذي منح الشكل العام في الكادر قيمة جمالية عالية مع اضهار الظلال الممتدة على سطح الماء باتجاه الاسفل نحو عين المشاهد . كان لتموج الماء وانكسارات الظلال فوقه اهمية جمالية عالية حركت سكون السطح وكسرت الركود والرتابة فيه . وما عزز هذا الشكل هو اختيار المصور لانخفاض العدسة بالقرب من السطح الذي جسد اهمية تقنية السلوت واضهار الانسان بحركته وتفاصيله الخارجية وخصوصا مع امتداد العصا نحو الماء بشكل مائل وكأنها القاعدة التي ارتكز وتوازن عليها الموضوع .ولقد حقق انخفاظ العدسة هدفا جماليا اخرفي كسر خط الافق بوجود الانسان والزورق وكان للتوقيت عند الغروب الدور الكبير في اضهار المشهد بهذه الجمالية اللونية العالية . ان تقنية السلوت تعتمد تعتمد على قاعدة وجود الهدف بين العدسة ومصدر الضوء وبذلك يتشكل الموضوع بكتلة سوداء تعزله عن المشهد الخلفي المضاء وما يميز هذه التقنية هو ابراز قيمة الحدود الخارجية للشكل وجمالياته على حساب التفاصيل الداخلية له وهو ما يحقق للحدود الخارجية وتفاصيلها اهمية عالية كقيمة موضوعية وجمالية على حد سواء . اي ان يكون التركيز على القيمة الحركية اولويه على حساب التفاصيل الثانويه الاخرى ..
لقد اهتم زميلنا المصور في اختياراته التي أشرنا اليها بأهمية الانسان كموضوع رئيسي في الطبيعة وهو يتسيد المشهد ويكسر خط الافق الممتد من والى اقصى حدود الكادر .
اما عن قاعدة التثليث فلقد حقق المصور هذه القاعدة افقيا في ان يجعل خط الافق يفصل الثلث الاسفل ( الماء ) عن باقي المشهد ( السماء بما تحتويه من غيوم ) وذلك لاهمية وجود الانسان في الفضاء المفتوح وابراز قيمته الموضوعية والجماليا معزولا بالتضاد اللوني مع الشفق .. وعن التثليث العمودي او الطولي فلقد تجاوز هذه القاعدة لكي يحافظ على امتداد الشفق وعدم اظهار القطع في اللون الفاتح والحرص على عدم تشتت النظر خارج حدود المستطيل ….
فقط لدي مأخذ واحد بخصوص المعالجة فأن للغيوم مساحة جمالية مهمة ضمن الكادر غير ان المعالجة فيها لم تكن على درجة من الاقناع البصري … تمنياتي لكم بالتوفيق الدائم ومزيد من التقدم والعطاء