فمن سواحل «صور العفية» امتزاجا برائحة مطرح العتيقة.. عبورا لسواحل الباطنة.. محملة بأصوات الموسيقى التقليدية شمالا وجنوبا، ليكون التراث والأصالة والهوية العمانية هي العنوان الأبرز في سجل ذاكرة كاميرا التصوير الاحترافية لفنان الضوء وعاشقه «هيثم الفارسي»..
ومن آخر النجاحات في سلم الاحترافية في مجال التصوير الضوئي، اخترنا الوقوف على محطات متفرقة للتعرف عن قرب على «هيثم الفارسي» من خلال هذا الحوار.
** فلنبدأ الحوار من الجائزة الأخيرة التي حصل عليها هيثم الفارسي، وهي المركز الأول في مسابقة المعرض السنوي الرابع والعشرين في محور حياة الناس، ما الذي تشكله هذه الجائزة لك؟
المركز الأول في المسابقة السنوية يعتبر حافزا كبيرا ومشجعا لي، وقد كان خاتمة رائعة لعام 2017 حيث يعتبر المعرض السنوي من أهم وأقوى المسابقات في السلطنة، والتحدي فيه كبير جدا بين المصورين، فالفوز بالمركز الأول فخر لي وإضافة مهمة في مسيرتي الفنية.
** ما هي ألوان أو مجالات التصوير التي تستهوي عدسة الفارسي؟
حياة الناس والتراث بمختلف جوانبه.
بالفعل من الملاحظ أن أعمالك لها طابع تراثي، وتركز بعضها على الطابع العماني بشتى جوانبه.. فما هو سر الارتباط الوثيق؟
حديث الآباء عن العادات والتقاليد وقصصهم القديمة، كانت دائما تغذي ذهني وعقلي، وترسخت هذه المشاهد أمام عيني دائما، وشكلت في داخلي شيئا من الحب، والغيرة على تراثنا وعاداتنا، وبدأت بالتصوير رحلة الاستكشاف للتعمق في تراث وأصالة وجماليات العادات العمانية، فأصبح في داخلي إلى جانب الفضول للاكتشاف.. مسؤولية المصور لتوثيق هذه الموروثات ونشرها للمجتمع المحلي والعالمي، وبالفعل أصبح تصوير البيئة العمانية بشتى صورها وجوانبها وأبعادها هو الهاجس والشغل الشاغل لي في كل وقت، وأطبقه بكل متعة وشغف.
لقد شكلت الموسيقى التقليدية نصيب الأسد من الصور المحلية في إرشيف عدسة الفارسي.. فهل هناك سر خلف ذلك؟
تصوير الموسيقى التقليدية العمانية له رونقه الخاص في حياتي الفوتوغرافية ومتعة لا حدود لها حيث يجذبني دائما الاختلاف الكبير للموسيقى في سلطنتنا الحبيبة من شمالها إلى جنوبها، ويبهرني وجود الكبير والصغير فيها.
ماذا عن الجماليات في مناظر مدن العالم وحياة الناس في تلك المدن؟ وكيف استطاعت أن تسرق شغف المصور في داخلك؟
الفضول وحب المعرفة هما الجاذب الأول للسفر خارج السلطنة، ومحاولة اكتشاف الجديد وتوثيقه بمختلف جوانبه.
دعنا نتحدث قليلا من مكان مرتفع عن سطح الأرض.. لوحتك الضوئية الأخيرة بإطلالة جوية على مرسى السفن في مطرح التي كثر تداولها، كيف اخترت زاوية الالتقاط؟ وما القصة المخفية خلف تفاصيل هذه الصورة؟
طبعا لمطرح قصة حب قديمة في حياتي منذ الطفولة، بداية من سوقها التقليدي، مرورا بالطريق البحري، ومتنزه ريام الرائع… ومنذ بداياتي في التصوير كنت أحلم ان ألتقط صورة فريدة من نوعها لمطرح، رغم زياراتي المتكررة لها، وامتلاكي المئات من الصور لمناظر متفرقة لهذه المدينة..
ولكن دائما ما نرى منظر الطريق البحري، ومسجد الرسول الأعظم من الجهة المقابلة، فتبادرت إلى ذهني فكرة المشهد من خلف الكواليس، بمعنى كيف ترى مطرح الناس والمرسى، ومنها أتت الصورة.
قد تحتل صورة دون غيرها مكانة خاصة في قلب المصور.. فما هي هذه اللوحة الضوئية الفريدة؟
هنالك العديد من الصور الجميلة التي تحمل مكانة خاصة في داخلي، وربما صورة «المناداة في سوق نزوى» هي الأقرب لي، والتي ترسم صورة رائعة للإنسان العماني، وحب التعاون، والعمل، ومدى محافظته على عاداته وتقاليده.
ما هي آخر أعمالك؟ أو دعنا نقول على ماذا تركز عدسة الفارسي لاقتناصه مؤخرا؟
آخر أعمالي هو مشروع فوتوغرافي عن فن المالد العماني حيث يوضح المشروع مختلف مراحل المالد، بداية من التجهيزات إلى نهاية الفن، وسيكون متاحا للجمهور في وقت قريب بإذن الله.
ماذا عن آفاق طموح عدستك الضوئية؟
الطموحات لا حدود لها في حياتي الفوتوغرافية، وحاليا في طور التفكير في إعداد كتاب خاص عن حياة الإنسان العماني، يكون بمثابة إرشيف وطني فني، وسوف يرى النور في حال توفر الوقت والدعم.
حدثنا عن أهمية التعاون بين الفنان التشكيلي والمصور الضوئي.. وهل يمكن أن تمتزج اللوحة التشكيلية باللوحة الضوئية وتوجد نوعا من التجانس؟
ارتباط الفن التشكيلي بالتصوير هو كارتباط الأب بابنه، حيث ان جميع القواعد الفنية للتصوير هي بالأساس منبثقة من الفن التشكيلي في مختلف المحاور والمجالات.
من الهواية إلى الاحتراف.. ماذا يلزم الفنان لينتقل بحذر ودقة متناهية ويسلك سبيل النجاح؟
أدوات التصوير الاحترافية في الوقت الراهن أصبحت متاحة، والجميع يستطيع اقتناءها.. في رأيي أكبر تحدٍّ يواجه المصور هو الوقت، ففي حال تفرغ المصور للتصوير بشكل تام يستطيع إنتاج أعمال بشكل أكبر وباحترافية أكثر.
المنافسات المحلية والدولية، ما أثرها على المصور؟ وما مدى قدرتها على تطوير مهاراته الفنية؟
لها أثر كبير في عدة جوانب منها احتكاك المصور مع المصورين الآخرين، واكتساب الخبرات، بالإضافة إلى الفائدة المادية التي سوف تمكنه من تطوير أدواته الفوتوغرافية، وأيضا من الجانب النفسي الفوز دائما يشكل عاملا إيجابيا مشجعا لتقديم المزيد