بدور ابو كويك-غزة.
كعكة ميلاد وأطفال يجتمعون حولها تعتلي وجوههم شارات الفرح والسرور ولا تكاد تخلو من براءة الطفولة المنهكة بين جنبات المخيم، لم تكن هذه صورة ترسمها مخيلة الشابة سمر أبو العوف فحسب وإنما استطاعت أن تلتقطها عدسة كاميرتها أيضًا لتغير بها صورة غزة النمطية المثقلة بوجع الحرب .
تلك الصورة هي واحدة من صور الحياة الجميلة الغائبة عن شاشات الأخبار، حياة تلك المدينة التي تقطنها سمر وهي مصورة صحفية في ريعان شبابها تعشق كل ما هو جميل في مدينتها الصغيرة غزة وتسعى جاهدة لايصاله للعالم أجمع.
وجدت سمر بالمسابقة التي أعلنت عنها وكالة الأنروا للشباب ضالتها فشاركت بتلك الصورة لتفوز بالمركز الأول على مستوى أربعة دول وهي فلسطين والأردن وسوريا ولبنان.
تعلق سمر على تلك الصورة تحديدًا ” استطعت أن أنقل أحلام الأطفال الجميلة وإن كانت على ضوء الشموع ، أردت أن أظهر للجميع أن إبتساماتهم يجب أن لا تغيب على عكس الواقع الذي يعايشونه.”
لم تكن تلك هي الصورة الوحيدة التي تفوز بها سمر وإنما حصلت أيضًا على المرتبة الثانية في مسابقة التصوير الخاصة بمناصرة ذوي الاعاقة بحقهم في العمل كانت قد أطلقتها الهيئية المستقلة لحقوق الانسان.
بداية المشوار
تستذكر سمر كيف بدأت مشوارها مع التصوير الفوتغرافي وتقول ” بدأت التصوير منذ ما يقارب الأربع سنوات وبدأت ألتقط أولى الصور بكاميرا هاتفي النقال ولشغفي الشديد بالتصوير التحقت بدورة تدريبية وكنت المتدربة الوحيدة التي حصلت على درجة الامتياز بها.”
ولم تستلم سمر لكل التحديات التي واجهتها بدءً من نظرة المجتمع لعملها في ميدان يتزاحم عليه الشبان وحتى عدم امتلاكها للكاميرا الخاصة بها.
تقول سمر “واجهت صعوبات عدة لكنني كنت مصرة على ممارسة هوايتي والتميز بها وتحليت بالارادة الصلبة والتي معها استطعت أن أمارس التصوير في أحلك الظروف.”
الصبر والمثابرة اللذان تحلت بهما سمر كانا سببًا رئيسًا في استمرارها بممارسة هوايتها تتابع سمر “أيقنت أنه حتى أتمكن من الاستمرار لا بد من إقتناء كاميرا خاصة بي لكنني لم أكن أملك المال الكافي لشراءها فظللت لفترة طويلة أقوم باستعارة الكاميرات الخاصة بالزملاء الصحفيين المصورين الذين أعرفهم.”
كما كان لصفحات التواصل الاجتماعي كلمتها الطيبة وتأثيرًا الإيجابي لتمضي سمر بنشر رسالتها قدمًا حتى وإن حملت بين طياتها نقدًا إذ لم تتوانى سمر عن نشر الصور التي تلتقطها ليشاهدها متابعوها وخاصة المتخصصين في التصوير الفوتغرافي لينقلوا لسمر آراءهم ونقدهم والتي كانت تأخذها سمر على محمل الجد.
في نفس السياق تقول سمر ” كنت أستفيد من تعليقات الزملاء حول الصور التي التقطها واحاول تطوير مهاراتي من خلال الأخذ بنصائحهم.”
سمر والمستقبل
وعن التميز الذي أصبح السمة الغالبة على سمر تقول:” حتى تكون مصور ناجح عليك أن تتخطى حاجز الخوف بداخلك لقد صورت الحرب على غزة كلها ميدانيًا دون وجود أي حماية أو وقاية من المؤسسات الصحفية إلا أنني استطعت أن أنقل الصورة لأكبر عدد ممكن من خلال صفحتي عبر موقع الفيس بوك وقد انتشرت الصور بشكل واسع.”
أما عن المعارض التي شاركت بها سمر تقول سمر ” شاركت بالعديد من المعارض داخل غزة وخارجها كان أهمها معرض ( خفايا) والذي كان يختص بتوثيق العمليات الجراحية منها عمليات الولادة القيصيرية والقلب المفتوح وغيرها من العمليات المعقدة.”
وتختتم سمر حديثها ” أود أن أخبر الشباب أمثالي بأن عليهم أن يواصلوا ويجتهدوا في العمل لتحقيق أعلى المراتب وإن لم ينجحوا من أول مرة فليحاولوا أكثر وأكثر.”
ويبقى حلم وطموح سمر هو الحصول على فرصة عمل تكن مصدر رزق لها من مهنة طالما أحبت العمل بها بروحها المفعمة بالحيوية، ووجدت نفسها تنساق للابداع فيها آلا وهي التصوير الفوتغرافي.
صورة سمر الفائزة بالمرتبة الاولى في مسابقة الانروا للشباب “غير الصورة”.
صورة لسمر اثناء تغطيتها لاحتفالات التخرج
سمر في احدى جولاتها التصويرية